للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم أصحاب السيوف التي تقطع العظم.

وأن ولده فارسًا عاش أيضًا مسالما للحكومة ومراعيا جانبها وهو شيخ شمَّر في أنحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك، وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائما يود أن يظهر علو قبيلته على سائر القبائل.

١٩ - فارس

هو ابن صفوق (١) ووالد مشعل باشا، كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية إلى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي) (٢) المحرر باللغة التركية والمطبوع عام ١٣١٤ هـ - ١٨٩٧ م كان قد كتبه كرحلة عن سنة ١٣٠٠ هـ - ١٨٨٣ م إلى سنة ١٣٠٤ هـ - ١٨٨٧ م مبينا ما رآه في طريقه من الآستانة إلى بغداد فالهند (٣)، قال:

"قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء - بعد مروره من ماردين - فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وإنما هو ابن أخيه عبد الكريم) وأُدخلنا خيمته، وهي من شعر وطولها من ٦٠ إلى ٧٠ ذراعا وعرضها من ٢٥ إلى ٣٠ ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جدًّا. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم (٤) ومجلسهم ولكنه لَمْ يعرف العربية، أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لَمْ يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها إلَّا أنه قال): وفي مجلس الشيخ فارس نحو ٦٠ من الرؤساء وقال: لَمْ يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود، فلا نشاهد قيامًا لديهم (والظاهر أن السياح المومأ إليه لَمْ يعلم أن الجالس معه لا يوجد أكبر منه ليقوم له، وطبعا تستولي الحشمة على


(١) ورد في ص ١٣٣ أن فارس بن محمد سهوا، هو ابن صفوق.
(٢) وهذا من التواريخ المهمة كان قد قدمه تقريرا لحكومته عن سياحته وهو في الحقيقة من الآثار المهمة المعرفة العراق في هذه الأيام التي كتب عنها.
(٣) راجع ص ٢٤.
(٤) قال: قدمت لي القهوة فصبوا فنجانا ثم آخر وهكذا فظننت أني سوف اضطر أن أشرب ما في الدلة فالتفت إلى الشيخ فارس فأمره أن قد اكتفى .. !! ولم يعلم أن العرب يصبون لضيفهم القهوة حتى يقول "كفي".

<<  <  ج: ص:  >  >>