للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدث لبس (١) في نسبة ابنيها حيث أطلق عليهما أبناء مَذْحِج وكأنه اسما، فيما يري ابن الكلبي عندما أشار إلى أن طيئا أخو مالك بن أدد بن آذر بن زيد أمهما مَذْحِج وإليها جماع مَذْحِج، وقال بعض النسَّابين أن كل من انتسب إلى مالك ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ فهو مذحجي وقد أورد ابن عبد البر أن مذحجا أكمة كانت تلوذ بها أم طيئ ومالك، وذكر أبو عبيد أنَّها أرض بين نجران وبين أرض عامر (٢)، وقد أوردها الفيروز آبادي في قاموس المحيط أنَّها (مَذْحِج) أكمة ولدت مالكًا وطيئا ابنيها عندها فسموا مذحجا (٣) وبعد أن أوردنا بإيجاز لنسب طيئ سنعرج على ذكر هجرتها فمتي هاجرت؟ ولماذا هاجرت؟.

يرجح المؤرخون أن هجرة قبيلة طيئ تمت في القرن الثاني الميلادي، وقد هاجرت من موطنها الأصلي في اليمن بمنطقة الجوف إلى شمال الجزيرة العربية مارة بسميرا حتى استقرت في الجبلين بجوار قبيلة بني أسد وكان قائد تلك الهجرة هو أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيئ.

وقد قيل أن أسباب هجرتها البحث عن المراعي والخصب وذلك بعد انهيار سد مأرب وشح العيش في أوديتهم وقيل غير ذلك ولا يستبعد أن يكون طيئ أبو القبيلة مواكبا للهجرة وإن كانت بقيادة أحد أسياد القبيلة أسامة آنف الذكر، إذ ذكرت بعض المصادر أن طيئا عمر ما يربو عن أربعمائة سنة والله أعلم.

وكانت الدكتورة وفاء السنديوني أبرز من بحث في أخبار القبيلة وتاريخها في العصر الحديث، حيث قَرأت وتدبَّرتْ جميع الكتب والمراجع ذات العلاقة


(١) وقع اللبس والخلط بين الكلبي عندما قال طيئ أخو مَذْحِج وكذلك صاحب الأغاني عندما قال أورد طيئ بأنه جلهمة بن آذر بن مذحج.
(٢) تاريخ طيئ وأخبارها - د. وفاء السنديوني - ج ١ - ص ٢٠.
(٣) الفيرور آبادي - القاموس المحيط - مؤسسة الرسالة ص ٢٤٣ وابن حزم - جمهرة أنساب العرب ص ٤٨٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>