للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسيرة وأخبار هذه القبيلة، واستكمالا للفائدة فإن إيراد بعض ما وثقته الدكتورة في هذه الدراسة سيضيف للبحث ثقة وسيتم إيراده ببعض من التصرف والإيجاز فقالت الدكتورة وفاء: (كانت طيئ تسكن الجوف من ارض اليمن في وادي يسمى ظريبا وهو كثير السباع ولم يكونوا من الكثرة، وقد قال طيئ عندما حملوه من مكانه باليمن إلى الجبلين) (١).

أنا من الحي اليمانينا … إن كنت عن ذلك تسألينا

فقد ثوينا بظريب حينا … ثم تفرقنا مباغضينا

وعند رحيلهم من اليمن ارتجز قائد المسيرة أسامة بن لؤي مودعا واديهم ظريبا قائلًا:

اجعل ظريبا كحبيب ينسى … لكل قوم مصبح ومسي

ولم يكن ظريبا الوادي الوحيد لطيئ فقد ذكر الهمداني (٢) أن لهم مساكن أخرى مثل الخنقة والشجة والصدارة، وهذه أودية ذكرها الهمداني وقال بأن همدان سكنت الأودية بعد هجرة طيئ ولم يكتف الهمداني بذكر مساكن طيئ في الأودية آنفة الذكر بل أشار إلى أن من منازلهم المدن ذات الحضارة الزاهية مؤكدا قوله لسكنهم بقصور براقش في اليمن وكسر قشائش في وسط حضرموت وقينان مستدلا بذلك بقول أبو سليمان الطائي (٣).

واقطن منَّا في قصورِ براقش … فمأود وادي الكسْر كسر قشاقش

إلى قينان كل أغلبَ رائش … بها لِيْلُ ليسوا لدّنُاةُ الفواحش

من هذا أدلل على أنَّها (طيئ) سكنت المدن والقصور ذات الحضارة بجانب الأودية ذات الخصب، ولا يعني ذلك أن سكناها للمدن تحقيق السيادة، فالقبائل العربية الكبيرة منذ أقدم العصور وإلى وقتنا الحاضر يكون لها شوكة ومنعة


(١) تاريخ طيئ وأخباره - د. وفاء السنديوني - ص ٣٣.
(٢) الهمداني - الإكليل - ص ١٤١.
(٣) الهمداني صفة جزيرة العرب ص ١٧٥، ومعجم البلدان لياقوت مادة قشاقش.

<<  <  ج: ص:  >  >>