للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضارة سوى ما قام على تخوم الشام (الغساسنة) والعراق (المناذرة) واليمامة (كِنْدة) إضافة إلى مكانة مكة المكرمة بوجود البيت العتيق الذي له شأن عند العرب حتى قبل الإسلام.

٦ - لقد كان من أهم آثار القبيلة قبل الإسلام بعض الصفات الحميدة التي كان العرب يفتخرون بها مثل:

أ - الكرم، وقد أصبح الكرم جزءًا من اسم أحد قادتها حاتم بن عبد الله الطائي الذي صار كرمه مثلا يضرب حتى اليوم وتجاوز الوصف حتى أصبح أسطورة وقصة كرم حاتم معروفة.

ب - الوفاء بالوعد، وخير مثال على ذلك قصة حنظلة بن أبي عفر الطائي مع النعمان بن المنذر الذي أتاه في يوم شؤمه وكان من عادته أن يقتل من يصل إليه في يوم شؤمه وقد وقع حنظلة في هذا الموقف فحاول أن يعفيه النعمان من القتل عندما قال: أبيت اللعن والله أتيتك زائرا ولأهلي مائرا فلا، كن ميرثهم قتلي.

أجابه النعمان أن لا بد من ذلك، وعليه أن يسأل حاجته ليقضيها له النعمان قبل أن يقتل، فقال حنظلة تؤجلني سنة ارجع فيها لأهلي أرتب أمرهم ثم أصير إليك لتنفذ في حكمك، فسأله عمن يكفله فوقع نظره على شريك بن عمرو الشيباني من بين الجالسين في حضرة النعمان وقد عرفه الطائي عند ذلك قال حنظلة قصيدة منها:

يا شريك يا ابن عمرو … ما من الموت محاله

يا شريك يا ابن عمرو … يا أخا من لا أخا له

يا شريك يا ابن عمرو … أكفل المرء وآله

ريث أوصي وأودي … مال من أودِعتُ ماَلَه

عند ذلك وثب شريك نحو النعمان وقال له: أبيت اللعن يدي بيده ودمي بدمه إن لَمْ يعد إلى أجله، أطلق سراحه وذهب إلى أهله ولما حان الموعد انتظر النعمان عودة الطائي حتى كاد أن يتصرَّمَ اليوم الموعود ويقتل الكفيل شريك مكانه الذي قال في ذلك الموقف:

إذا كان صدر هذا اليوم ولّي … فإن غدا لناظره قريب

<<  <  ج: ص:  >  >>