وفي الفتوح لهم سبق ومفخرة … فرافع رفع الرايات أعلاها
مع خالد يرسم الآفاق يسلكها … نحو المدائن مثل الليث يغشاها
فتلك طيئ كم كانت مواكبة … ركب الجهاد لعز الدين مسعاها
قبيلة رسخت في الأرض تعمرها … إسهامها شاهد ينبي بجدواها
مآثر نطقت تروي مواقفها … تألقت في الورى في الكتب نقراها
تناسلت ونمت واشتد ساعدها … حتى غدت قوة والخصم يخشاها
لما خبا نجمها باتت مشتتة … بكل صقع بأرض الله تلقاها
ثم انبري بطنها للشمل يجمعه … فكان شمَّر يحيي اليوم ذكراها
مشى على دربها يحيي أرومتها … بعيد سيرتها لما تولاها
أعطاها اسمًا له صارت تنادي به … بشمر ربطت طيئ لأولاها
تتابعت بعده من نسله أمم … تحمي الذمار وتعلي الشأن والجاها
تحيي المكارم والمعروف تبذله … ونجدة الجار بعض من مزاياها
تعددوا أفرعا في كل شاهقة … وفي السهول مع الوديان سكناها
في كل وادٍ لهم دار يلوذ بها … من ضامه من شرور الدهر بلواها
أحفاد ضيغم أهل الخيل والوبر … جفانهم شرعت للضيف يلقاها
فمن أتي طامعا في حسن جيرتهم … يلقى المودة والإكرام والجاها
ومن أتى باغبا يملي مطامعه … نصيبه من سيوف الهند أمضاها
ظلوا على أرضها يحمون ساحتها … حتى استقرت لليث قد تولاها
شيخ له فضله في جمع أمتنا … كل الجزيرة بالقرآن أحياها
صقر الجزيرة لا تحصى فضائله … يكفيه فخرا حدود الله يرعاها