وللدماء على أثوابنا علق … بنشره عن عبير المسك يغنينا
إنا لقوم أبتْ أخلاقنا … شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا خضر مرابعنا … سود وقائعنا حمر مواضينا
لا يظهر العجز دون نيل مني … ولو رأينا المنايا في أمانينا
هذه القصيدة قالها في زمن اجتياح التتار للعراق، وقد نهضت طيئ لقتال التتار وحققوا عليهم نصرًا.
وقد أوحى تتبعي لسيرة هذه القبيلة في شتى المراجع التي قرأتها أقول فاضت قريحتي بهذه القصيدة التي حاولت فيها ربط القبيلة وبطونها وما تفرع عنها في منطقة حائل فقلت:
لا تسألوني لماذ القلب يعشقها … لا تسألوني لماذا القلب يهواها
لا تكثروا اللوم إن أحببتها أبدًا … فالنفس قد مُلِئتْ عشقًا لمرآها
تلك الجبال على ذاك الثرى علمًا … للجود للبذل رب الكون أرساها
شواهق شمخت بالمجد ناطقة … ترى لناظرها أخبار من جاها
تقص أخبار طيئ حين هجرتهم … بحثًا عن العيش من مائها ومرعاها
لما هوى السد ضاق العيش في يمن … نادي أسامةُ للترحال نبداها
من الجنوب تنادوا في جحافلهم … نحو الشمال وفي النقبين لقياها
أحفاد يعرب حطوا الرحل في جبل … نادي المنادي ظريبا ما فقدناها
لَمْ نفقد الجوف لَمْ نعدم مسايله … فهذه حائل فاضت شغاياها
تكاثروا ونموا في أرض هجرتهم … بين الشعاب التي قد طاب مرعاها
ما بين أجا وسلمى لهم همم … تذود بالسيف من بالشر يلقاها
والبذل كان لهم اسمًا يلازمهم … فحاتم الجود مقرون بذكراها
كانت مواقفهم بالحق صادقة … فاسأل بزاخة عن أخبار من تاها
تروي بطولات سيف الله قائدهم … وحوله فتية من طيئ منشاها
فيهم عديّ وزيد الخير تتبعهم … جحافل نذرت لله ممشاها
لبت نداء الهدى لله وقفتها … فنصرة الدين بانت من سجاياها
دارت على الأسدي بالسوء دائرة … وأخمدت ردة في النّاس أذكاها