وأضاف الشيخ قويضي أن سبب جلاء جدهم صالح قديمًا من حرب يعود إلى خلاف وقع مع ابن عمه عودة بن عتيِّق بن سليم على قسمة كرم نخيل، وقد اشتدت الخلافات فقام صالح بقتل ابن عمه وجلا عن عشيرته على عادة القبائل وسكن ضبا وتبوك، وكانت إقامته لفترة زاد فيها نسله وتكاثروا من أولاد عارم وحميد وناصر ورضوان، ثم نزلوا إلى جنوبي سيناء عام ٧٧٨ هـ تقريبًا وكان معهم فرع أولاد سعيد بن عيد الجهني وقد حالفهم أيضًا فرع يسمى النفيعات (من النفِّعة من قبائل عُتيبة) ونزل معهم إلى جنوبي سيناء، وقال: إن حلف النفيعات تمَّ في ضبا من عهد قريب وقتئذ.
ولما سأله العايدي هل ضربتم جعلًا من الدراهم على سكان البلاد (جنوب سيناء) الأقلة الضعفاء في بلاد الطور؟
أجاب شيخ الصوالحة: لم نضرب على سكان البلاد الأقلة بل نحميهم ممن يعتدي عليهم بسوء بدون مقابل ولا نهينهم ولا نأسى عليهم وهم التبنة سكان حديقة فيران يزرعون أرضها ويلقحون نخلها، والمواطرة سكان حديقة الحمام وغربه من وادي الطور يزرعون أرضها ويلقحون نخيلها مثلهم مثل التبنة في حديقة فيران وهم بقية نصارى فيران وراية وأجبروا على الإسلام بعد فتح العرب لسيناء وهم المذكورون الأقلة سكان بلاد الطور والآن هم في حمى الصوالحة، وأضاف الشيخ قويضي الصوالحي قائلًا: وضربنا جعلًا من الدراهم على كل من يأتي بلاد الطور بقصد التجارة ومن يأتي بلاد الطور بقصد زيارة البلاد للأماكن المقدسة، وضربنا جعلًا من الدراهم على رهبان الدير وعلى كل حديقة يجنونها وعلى كل جمل يدخل الدير يحمل مهمات الدير أو يخرج منه، ووعدنا بحماية الرهبان وممتلكاتهم من أرض وإبل وأغنام وحماية صبيان الدير وأموالهم وهم الجبالية وردع من يتعرض لهم بسوء.
وسأل العايدي شيخ الصوالحة هل بينكم وبين عشائر الشمال في سيناء اختلافات؟ أجاب الشيخ قويضي قائلًا: نعم اختلافات وهي أن أتانا رجلًا من عشائر الشمال يجلب تجارة بن وضربنا عليه جعلًا (١) من الدراهم، وهذا حقنا. مثلنا
(١) ذكر نعوم شقير ص ١٤٥ في تاريخ سيناء نص قديم في كتاب الأم تحت رقم (١١) يقول: "لخيامة الحرب الصوالحة - قلت: وتعني الخيامة السيطرة والتحكم - أن لهم على كل حمل كان للتجار الذين يحصلون في البندر قبل نزوله إلى البحر عشرة أنصاف كما سبقت به عوائد آبائهم وأجدادهم.