مثل القبائل الأخرى في بلادهم، من يدخل حدود بلادهم بتجارة يضربون عليه جعلًا من المال، فغضبت عشائر الشمال ولا ندري غضبهم بسبب تاجر البن أم يريدون أن يتحرشوا بنا جميعًا في البلاد ومنافعها، وأرسلوا لنا رسولًا من وقت قريب وقال لنا رسولهم: حدود عشائر بلاد الشمال من العريش إلى رأس خليج العقبة وإلى بلاد الطور وكلها بلاد عشائر الشمال وطلب منا رسولهم إذا أردنا السكن في البلاد أن ندفع لهم جعلًا من الدراهم، وكان ردنا مع رسولهم أن البلاد عندما أتيناها وجدناها خالية وأهلها سكان ضعفاء لا يحمون أنفسهم من الغزاة، وقد سكنا البلاد وثبتنا أقدامنا حتى يحكم الله في الأمر، وقمنا بحماية سكان البلاد الضعفاء، كما ردينا أيضًا مع رسولهم أننا نأخذ جعلًا من المال وإن كانوا يريدون الحرب نحن في انتظارهم، وحين ذاك نترك نحن البلاد أم نجليهم عنها وهذا ردنا مع رسول قبائل الشمال.
وقام الشيخ العايدي بإبلاغ قبائل الشمال بالجلسة مسبقًا ولم يحضروا إلا في ثاني يوم ١٩ جمادى الآخرة سنة ٨٠٠ هـ، واجتمع كبار قبائل الشمال وكبار قبائل الطور وهم الصوالحة في بيت الشيخ إبراهيم بن أحمد العايدي وقال العايدي، في هذه الجلسة: لقد بحثنا الاختلافات بين السواركة والصوالحة، وقال السواركة: لم نرسل إلى بلاد الطور رسولًا ولا نطلب على أحد جعلًا من المال ولا لنا شيء في بلاد الطور. وقال العايدي: وبحثنا اختلافات الصوالحة والترابين وتوجد خلافات بسيطة مثل اختلافات التاجر الترباني وبعض عائلات الترابين وهم عائلة عشيش وفرع صغير يسمى الأحيوات وهم من عرب المساعيد دخلوا مع الترابين بتحالف وهم العائلات المذكورة وقد سبق من قبل أن ضرب عليهم الصوالحة جعلًا من الدراهم، وقال الصوالحة: نعم ضربنا عليهم جعلا من الدراهم ونضرب عليهم وعلى غيرهم جعلًا من الدراهم وهذا حقنا في بلادنا مثلنا مثل القبائل الأخرى، وقال الصوالحة أيضًا لأن عشيش الترباني وربعه يقتلون رهبان الدير ويقطعون الطريق على القوافل التي تحمل مهمات الدير من قبلنا ولأن رهبان الدير وممتلكاتهم وصبيان الدير وهم الجبالية هم في حماية الصوالحة.
وشهد أحد الرهبان الحاضرين في الجلسة المدوَّنة وهو أحد رهبان دير بلاد الطور (سانت كاترين) وقال نعم كان عشيش الترباني ومن يقطعون الطريق