ثم يقترب ابن سند من بيت القصيد عندما يوغل في انتساب شمَّر الجربا فينسبهم مباشرة إلى جدهم حاتم الطائي، وما كان لابن سند وهو العلَّامة والمؤرخ والشاعر أن يأتي بهذا القول من عنده لو لم يلتمس إلى ذلك سبيلا واضحا من المعرفة في أصولهم، ولنصغ إليه في رثاء بنيه الجربا.
قضي فَلدمعي في الخدود سفوحُ … هزبرُ عليه المشرفيّ ينوحُ
أغرُّ كريمُ النسبتين من الألى … فخارُهمُ كالنيِّريِن يَلوحُ
وأبيضُ منهم شَمريُّ بكيته … نَمَاه إلى الأصل الأصيل سَمُوحُ
وأروعُ أمَّا جدُّه فهو حاتمُ … وسعدُ وأمّا مده فسفوح
بُنية والقرم الذي لم يزل به … تخب لدماء الحروب مروحُ
إذن، أصبح من الواضح حقيقة انتساب قبيلة شمَّر "عبدة وزوبع وأسلم إلى ثعل بن عمرو بن طيئ .. وتذكر كتب التاريخ بأن طيئا بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان قد أنجب من الأبناء عمرو وقطرة ومالك والغوث ومن عمرو جاءت ثعل وسعد فمن ثعل وسعد، جاء حاتم، ومن ثم (شمَّر) المؤلفة من بطونها المذكورة، إلا أن بعض المؤرخين يذكرون عبيدة من مالك بن طيئ، ومن عبيدة جاء ضيغم بن معاوية الضيغمي، كما أن البعض ينسبون شمَّر إلى جديلة بن سعد بن قطرة بن طيئ، وعلى أية حال فكلهم ينتسبون إلى جدهم طيئ بن أدد، حيث يلتقون فيه على خلاف مشاربهم واتجاهاتهم .. ودعنا الآن -قارئي العزيز- بأن نتلمس طريقا في بحث كل بطن عن هذه البطون، ولنبدأ بعبدة: