للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لهم ثلاثة آيام ليسلِّموا المدينة وعائلة الرشيد، وإلا فنحن إلى غرضنا مسرعون بالرصاص والنار" فجاء الجواب وفيه: إن الأهالي أعلنوا ولاءهم لابن سعود وأنهم يسلمون الحصون المحيطة بالمدينة إذا جاءتهم سرايا من الجيش، أرسل عبد العزيز ألفين من رجاله، ففتحت لهم الحصون المشرفة على حائل، ثم أمَّن الناس على أرواحهم وأموالهم، فخرجوا إليه أفواجا وهم يشكرون الله.

أما ابن طلال الذي شهد له بالبسالة والإقدام، عندما أدرك أن الأمر تفلت من يديه تحصن وحاشيته في القصر فأرسل السلطان عبد العزيز يؤمنه على حياته إذا هو استسلم ففعل، استمر هذا الحصار خمسة وخمسين يوما، وهكذا سقطت حائل بيد سلطان نجد عبد العزيز آل سعود في الرابع من محرم عام ١٣٤٠ هـ الثاني من نوفمبر عام ١٩٢١ م فدخلها عبد العزيز وجيشه، فأمد أهلها بالمؤن والثياب والمال فأجزل للناس العطاء ووزع ألوفا من أكياس الرز؛ وذلك لأنه كان عالما بشدة حالهم لأنهم كانوا يرون شبح الموت والمجاعة أثناء الحصار. لقد حافظ عبد العزيز على كرامة أهل حائل فعين حاكما عليهم هو: "إبراهيم السبهان" نظرا لرجاحة عقله وثقة عبد العزيز به، وإبراهيم السبهان هو الذي مهد السبيل لتسليم الحصون، واتفق مع ابن سعود على ذلك، فأمره بعد ذلك على حائل، حتى استقرت الأحوال وبعدها أسندت الإمارة إلى الأمير عبد العزيز بن جلوي وبذلك انطوت سيرة آل علي وآل الرشيد وأصبحت (حائل) اليوم ضمن حاضرة المدن التي انضوت تحت راية الهدى والرشاد على يد ذلك الرجل الفذ عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- هذا، وقد بلغ تعداد الأمراء من آل علي وآل الرشيد ثلاثة عشر أميرا بدءا من عبد الله بن علي بن رشيد المتوفى عام ١٣٦٥ هـ/ ١٨٤٨ م.

ونهاية بمحمد بن طلال بن نايف بن طلال في ٢٩ صفر ١٣٤٠ هـ/ ١٩٢١ م؛ أي مدة ثلاثة وسبعين عاما.

هذا ومن مناهي عبده بن شمَّر:

١ - وادي بن علي بمنطقة الخوير في حائل.

٢ - مسلط بن شريم: في حايل ولينا.

٣ - ابن جدي، وهو من المناهي في العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>