مطالبة الادعاء العام ببراءته. ثم استبدل بقرار الإعدام السجن المؤبد، وقد تطوع في الدفاع عنه بعض المحامين الوطنيين حينذاك.
ومات هذا الرجل العظيم فجر يوم الأول من شهر شباط سنة ١٩٢٨ م.
وقد أنشد الشعراء جل قصائدهم في الشيخ ضاري وقتله للجمن:
أو لخبرك ما جرى بلجمن أو صار
من نوى يستعبد بعزمه الأحرار
عرب شيمتهم ابت تحمل العار
امعلمة تكود الخصيم كياده
وصدرت جريدة الاستقلال البغدادية صباح يوم الخميس في الثاني من شهر ضباط ١٩٢٨ م مجللة بالسواد وهي تعلن:
مات ضاري المحمود.
بغداد في مأتم.
أخريات أيام الشيخ ضاري.
لتقول بعد ذلك:
الشيخ ضاري نار على علم، يحبه العراقيون حبا جما، ويقدسه المخلصون منهم تقديسا تخفق لذكراه القلوب، وتهفو لاسمه الأرواح؛ لأنه لم يكن كسائر الناس، وإنما الكل يعتقد فيه الإخلاص والشهامة والإباء العربي الصميم، ويرى شخصيته المحبوبة ثور الآمال الوطنية والأماني القومية، ويضني النفوس الحرة البريئة ولكن المقادير التي اعتادت أن تفت في عضد الرجال الأحرار شاءت أن يؤتى بهذا الشيخ الجليل مثقلا بالقيود والأصفاد، متهما بجراثم سياسية وقعت إبان الثورة العراقية عام ١٩٢٠ - وهي المتعلقة بمقتل الكولونيل لجمن.
دفن الشيخ ضاري في مقبرة الشيخ داوود الطائي بين جموع مودعة من المتظاهرين وقد زرعت في قلوبهم الأسى والأسف على موت هذا الشهيد البطل.