ولما قضى في الله حبسا مقيدا … بأيدي أعداء الإله يُعَذَّبُ
هو الرجلُ المقْدامُ والبطلُ الذي … سَما هامَة الجوزاءِ في اللهِ يطلبُ
هو الشيخ ضَاريُّ الهُمام الذي به … علت آل قحطان الكرامِ المراتبُ
فناحت عليه الجِنُّ بالنُّوح والبُكا … وزُلزل عرش الله شرقُ ومغْربُ
ففاتحة الله الكريمُ لروحهِ … فأرَّخه: ضاريَ في الجِنان يقُلَبُ
يا ضربة حر لن ننساها
هز لندن ضاري وبكاها
فلتدفن لندن موتاها
يا ضاري يا باسل ياضاري.
فلينهدم الاستعمار الغاشم يا ضاري.
ولنغسل أرض الوطن من أدران الاستعمار.
ولنخلق من ضاري رمزا للثوار.
في كل مكان من وطني .. في المصنع والحقل وفي الدار.
ولنخلد ذكرى ثورتنا .. ولنخلد ذكرى الثوار الأحرار.
وبعدُ، قارئي العزيز .. هذا هو أحد أبطال البادية "ضاري المحمود" الزوبعي الشمَّري، ذلك الثائر الذي انطلق ممتطيا صهوة جواده، ممتشقا حسامه، مؤمنا بربه … مقاتلا في سبيل قيمه ومثله .. نعم هذا هو شأن أبطال البادية، أحرار مقاديم شم الأنوف من الطراز الأول، وإنني أردت من وقائع حياة ضاري لتكون شاهد عيان تاريخا حافلا لحياة العرب البدو الذين هم أصل العرب ومادة الإسلام، ومن منطلق تاريخي لحياة الأسر البدوية التي تسنمت قيادة قبائلها والتي كانت الرائدة في ميدان حياتها السياسية والاجتماعية، فإنني أفردت بحثا عن هؤلاء القادة والتي أنا في صدد البحث عنها في قبيلة شمَّر.