فأنشد محمد بن جحيش قصيدة أمام صفوق:
يا شيخ يا اللي نافلٍ كل اهاليك … يانازل بيت الشفا بالبياحي
فروخ البواشق لاتنزل حواليك … تلقّطً العظمان حول المراحي
عليك باللي يلبس الدرع ياتيك … وقت اللّقا يروي عطُوش الرماحي
ربعي اليا ركبوا عليهن ضنا سيف … مركاضهم يشبه خفوق الجناحي
كم واحد يفزع عليهم ولاشيف … من فزعته مايندري وين راحي
إن كان تبغي للوصايا انا اوصيك … وان كان ماتبغى زعوج الرياحي
ثم تلاه جعيثن الوليفي حيث قال:
البارحة عيني سهيرة ولا نُود … كني بْلشة بقالة به اطلابه
أو تازن النفس المهبات بالعود … يميل به عُود يهب الهوى به
هبيّت ياجيل غشا وجهك العود … لاصار ماندري ولا يندرى به
ثم تلاهما براك بن غشم الذي أرضى به الشيخ صفوق حينما قال:
ياشيخ ربعك نايدينٍ بعادى … والحُر مايكسر جناحه بيمناه
ترى الرفاقة مثل قصرٍ سنادي … إن انهزع عسرٍ على الشيخ مبناه
وبقصيدة براك هذه يكون الشيخ صفوق قد لبى طلبه وارتضى عن جماعته.
رغم أن الأتراك العثمانيين قد أنعموا عليه بلقب سلطان البر إلا أن مشاعره العربية كانت تكرههم فلم تغره هذه الألقاب، بل ما لبث أن عمل على التخلص من حكمهم فتراسل سرا مع محمد علي باشا حاكم مصر للعثمانيين والذي كان بدوره ينزع للاستقلال عن الدولة العثمانية فاتفق الطرفان على أن يقوم محمد علي باشا بإمداد الشيخ صفوق الجربا بسفينة معبأة بالأسلحة وغادرت السفينة مصر إلا أنه قد تم اكتشافها أثناء رسوها في ميناء (عكا) حيث استولى مليها والي عكا أحمد باشا الجزار والي العثمانيين على تلك المدينة مما حدا بغضب السلطان الذي أوعز باعتقال الشيخ صفوق وإعدامه شنقا، وهذه دلالة على مدى