للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن أحد أعوان آل الرشيد قد رد على قصيدة غالب عندما وصلت إليه فقال:

يا أبو طُواري يُوم دُورك صبْرنا … وشنْ مزْعلك من دُورنا يُوم جانا

ياما لعوراتك وزُلمك سترْنا … عَييَّت عن الشّيمه سُواعد الحانا

فرد عليه الغالب بهذه الأبيات:

لايغركم جَدَّة عبيد لثمرْنا … بالبُوق واللَّا بالنّقا ماوَلانا

حنا بامان الله عليه انحدرْنا … كل العرب سمْعتْ عْهُود عطانا

وحنا اليا ثار الدفق وانتشرنا … رويت مَراهيف النمش باقَبْلانا

إن سعّف الباري وركب جَهْرنا … بالقنَّبْ المصّيص نملى ادْلانا

ياما بِوسْط المناطر نظرْنا … وسْطَ المناطر ماترفرف اشْوانا

ولكن؟ .. هل أمن غالب من مكائد ابن رشيد رغم أنه في ديرة ابن شعلان العنزي والذي كان مناوئا لأطماع عبيد في الجوف لأن عبيدا أصبح يمثل الطرف الثالث في الاتجاهات الجوفية: فقسم من أهل الجوف كان مع العثمانيين، وقسم آخر كان من فيصل الشعلان، أما القسم الجديد الاتجاه فهو مع آل الرشيد، أما العثمانيون فلم يكن تدخلهم بالشكل المباشر وإنما كانوا ينتظرون من ستكون له الجولة المربحة ثم ينقضوا على الطرف الرابح ليقضوا عليه ضمانا لسمعة دولتهم في تلك البلاد.

نعم! .. لم يسلم غالب من كيد ابن رشيد الذي أرسل له سرا أحد الرجال الذي أظهر لغالب كل حب وتقدير وظل يلازمه فترة طويلة كأحد الرجال المخلصين له، لكن نية الغدر كانت مبيتة عنده، فأقدم على قتله غيله، وبذلك انطوت صفحة ذلك البطل الشجاع الذي كان وحيدا في ساحة أطبقت عليه إِحكامها من كل الجهات، فكان الفارس الذي خرج منها منتصرا بإرادته القوية وبإيمانه الصلب وبموقفه الذي لم يعرف التردد والتراجع.

بموت غالب انتهى نفوذ السراح في الجوف، وخلدوا من بعده إلى حياة الاستقراو والهدوء، بعد أن دانت البلاد والعباد إلى حكم الله وشرعه على يد

<<  <  ج: ص:  >  >>