وجلب سواحب وأدوات زراعية فنية، وهو ما إن تقدم فيها خطوات، وشرع يجني بعض الثمرات، وأوشك أن يكون في هذا المضمار خير مثال لغيره من رؤساء العشائر، وكبار الملاك، حتى فاجأته المنية سنة ١٣٥٩ هـ، فخلفه في مشيخة مشايخ شمَّر العراق ابنه صفوق المتعلم في جامعة بيروت الأمريكية.
أما فروع شمَّر التي أصبحت داخل الحدود الشامية (السورية) في محافظة الجزيرة فهي: أولا (شمَّر الزور أو شمَّر العمشات)، وهو الفرع الذي كان يديره قديما فارس باشا أخو فرحان باشا، وكان هذا مرتبطا بمتصرفي دير الزور، مما دعا لتسميته بشمَّر الزور، ثانيا (شمَّر الحدود أو شمَّر دهام) المنفصل عن شمَّر العراق القديم، الذي كان يسوده فرحان باشا، وأغلب عشائر الفرع الأول من سنجارة، وأغلب عشائر الفرع الثاني من الخرصة، كما سيأتي شرحه.
أقسام شمَّر - قلنا أن عشائر شمَّر تنقسم إلى قسمين:
١ - شمَّر الجبل أو شمَّر ابن الرشيد، وهم الذين ظلوا في بلادهم الأصلية في نجد، وصاروا من رعايا الملك عبد العزيز بن سعود، بعد أن كانوا قبلا تحت إمارة آل الرشيد الذين طويت صحيفتهم في سنة ١٣٤١ هـ.
٢ - شمَّر الجربا، هؤلاء هم العشائر التي انضوت إلى لواء آل الجربا، وجاءت إلى الجزيرة نازحة من نجد، وهي أربع عشائر غير متساوية العدد والمكانة والأرومة والحالة، تدعى الخرصة وسنجارة والعبدة وأسلم، وهم لا يفترقون عن عشائر شمَّر الجبل المتبقين في نجد؛ إذ نجد بعض أفخاذهم مشترك في نجد، وفي العراق وفي الشام، مما يدل على هجرتهم إلى هذه الأنحاء وتوزعهم فيها كما سنذكره.
وهذه العشائر هي كما قدمنا من حيث الأصل، إما (طائية) ترجع إلى قبيلة طيئ التاريخية من عهد بعيد جدا، كالخرصة وسنجارة وأسلم بما فيهم آل الجربا، ولوأن الصلة مفقودة بين هذه العشائر، وبين قبيلة طيئ المعروفة في زماننا إلا قليلا من المصاهرة التي حدثت من عهد قريب، وإما هي (قحطانية) غير طائية كالعبدة ومن إليها.