وغيرهم. أما الشيوخ العمشات فهم أبناء صفوق المحزم من زوجته عمشة الطائية، وهم عبد الكريم وفرحان وفارس وعبد الرزاق ومحمد.
وخلال الحرب العظمى الأولى، كانت شمَّر تعادي الإنكليز وتوالي الدولة العثمانية، وبعد تلك الحرب اشتد نزاع رؤساء شمَّر بعضهم على بعض، واستمر مدة عشر سنوات (١٣٣٧ - ١٣٤٧ هـ) وزاد في الطين بلة انقسام منازلهم بين دولتي انتداب متجاورتين إنجلترا وفرنسا، ولعبت السياسة أدوارها، وبعد الاحتلال سكن العاصي بن فرحان المنطقة الشمالية، وأظهر أنه لا يتدخل في شؤون العراق، فاستلم المشيخة على شمَّر العراق حفيده دهام الهادي مستمدا من نفوذ جده المذكور، غير أن ابن عمه الشيخ عجيل الياور نازعه عليها، فمالت السلطة الإنكليزية والحكومة العراقية إلى الشيخ عجيل، لما توسمتا فيه من النباهة والنفوذ، وأصبح شيخا على عشائر شمَّر التي تقطن العراق، أما المشيخة على عشائر شمَّر التي تقطن المنطقة الشامية (السورية)، فقد ظلت في يد مشعل الفارس مدة مديدة، وكان ينازعه عليها دهام الهادى، إلى أن استقر الأمر في سنة ١٣٤٧ هـ على الوجه الأتي:
ظل شمَّر العراق داخل الحدود العراقية في البراري الممتدة غربي الموصل وبغداد، وهذا الفرع هو الذي كان مرتبطا في عهد الدولة العثمانية بولاة بغداد، وتابعا إلى فرحان باشا المتقدم ذكره، وقد استلم رئاسته بعد الاحتلال الشيخ عجيل (عقيل) بن عبد العزيز بن فرحان من آل درة الطائية، الملقب بالياور؛ لأنه حين ولد صدف وجود ياور (مرافق) والي الموصل في منزلة أبيه، وكان -رحمه الله - طويلا جسيما، وسيما أنيقا، وكان أعظم رؤساء البادية العراقية في الملك والثراء، ورجاحة الفكر، والاهتمام بالقضايا العامة، وأكثرهم اتصالا مع الملك فيصل بولاة الأمور في داخل العراق، وبعظماء الشرق والغرب في خارج العراق، وأوفرهم نوالا لاحترامهم، دعاه الإنكليز في سنة ١٣٥٣ هـ إلى لندن لحضور حفلة تتويج الملك جورج السادس، في جملة من دعوا من ملوك الأرض وكبرائها، فزار مدن أوربا وزادت معرفته، وبعد رجوعه عكف على الزراعة الحديثة في أملاكه الشاسعة، قرب محطة تل كوشك على سكة حديد الموصل،