أمراؤها مع شيوخ بني خالد ضد الدولة السعودية الناشئة أيضًا إلى الهجرة عن مواطنها الأصلية في نجد والخروج باتجاه هجر؛ ومن ثم الاستقرار فيها وذلك بسبب ما يتوافر بها من أسباب العيش التي طالما جذبت أنظار عدد كبير من أسر نجد وقبائلها وليس من الغريب أن يقال أن جد المغاليث (حمد الأول) وصل إلى المنطقة (هجر) في هذه الفترة ويرجح أنه وصل ضمن جموع عشيرة الفدعان التي يقال أنها تحولت وانضمت إلى جموع بني خالد، وأعتقد أن جد المغاليث المذكور استقر في هجر في العقد الثاني عشر من القرن الثاني عشر الهجري إذا كانت سلسلة النسب التي ذكرها صاحب كتاب الشاعرية والعذوبة للشاعر حمد بن عبد اللطيف المغلوث صحيحة لم يسقط فيها أي اسم من السلسلة.
وما أن وصل حمد حمود المغلوث الجد الأول لمغاليث هجر المنطقة حتى استقر في المحلة المعروفة باسم (السياسب) والتي ذكرها صاحب تاريخ هجر وقال عنها: تقع في الجهة الغربية من مدينة المبرّز.
وكانت السياسب كما تؤكد الروايات مأهولة بالسكان من فرع بني خالد ومن يضاف إليهم عندما استقر فيها حمد بن حمود المغلوث الأول والذي أعقب في المنطقة بعدما استوطن فيها وكثرت ذريته وانتشرت في ربوع هجر، ومع مرور الزمن تكونت عنها فصائل المغاليث التالية وهي: المرجف، والأحمد، والعبد الله، والعلي، واليوسف، ومن فصائل المغاليث الهجرية برز رجال عرفوا بهجر مع من فيها من أهل هجر الآخرين ومن لهم مكانتهم الاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم من سواد الناس من أهلها، فقد عرف منهم الوجهاء، والأدباء وكذلك الشعراء، وكان من رجال هذه الأسرة العريقة: حمد بن حمود المغلوث وهو الجد الأول للأسرة الذي قطن الأحساء قبل نهاية القرن الثاني عشر للهجرة وسكن السياسب، وكان يقرض الشعر وقد حفظ له الرواة بعضا منها وتنسب إليه قصيدة مطلعها:
جابتني الأقدار لبلاد عليها الدهر مال … تميت فيها مجهول القدر والقبيله
أبوي من شمَّر أهل المراجل والأفعال … اللي حريبهم ما يهتني بزاده ونومه وليله