للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال محمد عبد الله (١) الرشيد (٢) في وقعة يا طب:

عزيل قلب كلما قرب الليل … عليه صارن الدقايق جلايل (٣)

اعتاض عن طيب الكرى بالتعاليل … بافكار واذكار وقول وقايل (٤)

والعين كّن أبموقها يدرج الميل … عيت تطيق النوم من فور جايل (٥)

علي بني عمي سنادي عن الميل … نطاحة الكايد كبار الوهايل (٦)

اقفوا كما مزن ثقيل المخابيل … من زاعج الغربي حدر له شعايل (٧)

شمر مقابيس المنايا هل الخيل … عصم الروايا مقحمين الدبايل (٨)

يا دار وين أهل المهار المشَاويل … أهل النزول اللي تعز النزايل (٩)

بكيتهم يوم ارتكم فوقي الشيل … وذكرتهم يوم اقبل الضد صايل (١٠)

وصاح الصياح وطوَحنِّ الهلاهيل … وهلت دموع امعكرشات الجدايل (١١)

وقلت ابشرن ما دام بالعمر تمهيل … ما دام ما رزت عليَّ النصايل (١٢)

لا تبكن الوحده وقل الرجاجيل … ما دام عين الله علينا تخايل (١٣)


(١) انظر كتاب الشعر عند البدر لشفيق الكمالي - بغداد ١٩٦٤.
(٢) هو أحد أمراء آل الرشيد في حائل وقل أن تجد واحدا من هذه العائلة إلا وله شعر يردده البدو، وشعر أفراد هذه العائلة كله في الفخر أو الحماسة والاعتداد بالنفس، عاش في أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وآل الرشيد من الجعافرة وهم فخذ من عشيرة الدغيرات من عبدة إحدى البطون الكبرى التي تتألف منها قبيلة شمَّر. وينتسب الرشيد إلى عرار بن شهوان آل ضيغم، وقد حكموا حايل حوالي مائة وخمسين عاما وقد آل إليهم هذا الحكم بعد أبناء عمهم آل ابن علي، وقد انتهت إمارة آل الرشيد على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وآخر من حكم من آل الرشيد هو عبد العزيز الرشيد.
وهذه القصيدة نسبها صاحب ديوان النبط إلى العوني وقال: إن العوني قالها على لسان ابن الرشيد، في حين أن كل من قرأها لي من البدو الذين التقيت بهم نسبها إلى ابن الرشيد.
(٣) يا من يعزى قلبا كلما قرب الليل طالت أوقاته.
(٤) اسهر اتفكر واميز بين قيل وقال.
(٥) والعين كأنها تضرب بميل الدواء عجزت تطيق النوم عن فوران قلبي.
(٦) سنادي: سندي الذين يدفعون المكروه عني بطعنات كبار بالأعداء.
(٧) راحوا كما يروح السحاب تشتعل بروقه.
(٨) شمَّر ولعة الحرب ورجالها، آراؤهم وجيوشهم مقدمة.
(٩) يسأل الديرة عن أهل الخيل أهل البيوت الكبار مكرمين الضيف.
(١٠) ذكرتهم يوم ثقل على الحمل ويوم جاءني أعدائي وقد كانوا يدافعون معي صولة الصائلين.
(١١) وصاح صياح الهجوم وزغردت النساء وبكت زينات البنات على الرجال الذين يمنعون العدو عنهن.
(١٢) قمت أبشرهن ما دام راسي باقيا وما دمت لم أدفن ولم تنصب على قبري الحجارة.
(١٣) لا تبكين قلة الرجال فنحن بعون الله نحميكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>