للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وين الطنايا؟ وين شرابة الهيل؟ … وين الحيود اللي تشيل الثقايل؟ (١)

وين السيوف اللي تعدل عن الميل؟ … وين الرماح اللي نحت كل عايل؟ (٢)

وين النشامى والعصاة المغاليل؟ … وجميع من ضربه نضيع الدلايل؟ (٣)

شرابهم صافي القراح الشهاليل … ومنزالهم غصب على كل طايل (٤)

غلبا! تري بلدانكم لبست النيل … تنخى الرجال امكرمات الأصايل (٥)

تنخى هل العاده كرام الأسابيل … يوم التغازي والدخن له صلايل (٦)

قلته وانا معكم على العدل والميل … لعل ما نعتاض عنكم بدايل

تمت وصلوا عد وبل المخابيل … على نبي الحق ما زال زايل

رظا بن طارف الشمَّري (٧) وهو يجاوب صديق أرسل له رسالة يشتكي من بعد الأهل ومن بعد محبوبته وكان هذا الصديق اسمه رظا مثل اسم الشاعر المذكور يقول:

حي الكلام الي لعاني بالاوراق … من واحد بيني وبينه صداقه

ترحيبة القاع المحيلة ابراق … في نو مزن رب إلا إله ساقه

وخلاف ذا يا راكب فوق مسباق … يسبق معاصير الهوا باصتفاقه

اسرع من اللي لاول الجول لحاق … اصله رفيع وناجبه من عماقه

يلفي لمن هيض غرامي والاشواق … اللي شكا بعد الاهل والرفاقه

وفاراق غروا للمعاليق سراق … شرب الكدر عقب الطرب من فراقه

ولا الوم في طرد الهوا كل عشاق … لو صار به عقب التفرق حماقه

وعزي لمن عينه بها الدمع دفاق … حيثه على ما يجرح الروح اواقه

ومن كنت العبرة بها خاطره ظاق … لا زادت العلة تزايد حراقه


(١) وين الطنايا هذا الاسم مخصوص لشمَّر والطنا الزعل: وين شرابة القهوة وين الجبال اللي تشيل ثقيل المسئوليات بقلوبها.
(٢) أين السيوف التي تجعل المايل عدلا وأين الرماح التي تبعد كل معتد عن بلادنا.
(٣) النشامي: كل شجاع فدائي يجود بنفسه وجموع تضيع قلوب الأعداء بفعلها.
(٤) الذين يشربون إذا وردوا رغما عن الأعداء وينزلون في الأعالي، والشهاليل: الماء البارد.
(٥) غلبا اسم من أسماء شمَّر لغلبتهم على عدوهم كما يقول الشاعر، ترا بلادهم لبست النيل؛ أي السواد إذا لم تحموها بخيل وجيش.
(٦) تنخا: تحث. الأسابيل: الشوارب. الدخن: البارود. صلايل: صوت.
(٧) انظر كتاب ديوان شعر من الجزيرة العربية ج ١ - تأليف محمد الهاجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>