وبسبب كثرة القبائل الموالية للأشراف وغيرها من القبائل لَمْ يستطع الجحادر إلحاق الهزيمة بالأشراف فأرسلوا في طلب بني هاجر فقدموا إليهم، وفي أول يوم من مناخ تين طلب الأمير شافي من ابن هادي أن يكون أول يوم في المناخ لبني هاجر، وقد أجابهم ابن هادي وبدا الطراد فهزم بنو هاجر الأشراف في أول يوم من المناخ. ودارت معارك ومناوشات بين قحطان والأشراف وبني هاجر مع قحطان حتى استطاعت قحطان وبنو هاجر إنزال الهزيمة بجيوش الأشراف، وغنموا غنائم كثيرة، وهنا تجب الإشارة إلى أن بني هاجر لَمْ تبخس حقوق الآخرين الذين شاركوا مع قحطان هذه الموقعة ومنهم على سبيل المثال الدواسر وغيرهم، وبالرجوع إلى الدولة السعودية الأولى والثانية نجد أن تلك القبائل تشارك في الحروب تحت قيادة ابن قرملة الذي كان منصبه قائد جيوش الدولة السعودية، وقد ذكر هذه المعركة الشاعر طويل الرمح الهاجري حينما قال:
صالو وداجت بأقصى نجد خيلهم … يوم على تين تعزا كسايبه
لا كن جثايا الخيل من غب كونا … هشيم نخل خاوي في زرايبه
ساق الشريف (١) الغرس من دون قومه … من عقب زومه شتت الله شعايبه
هذا لعنا اللِّي لفتنا ركابه … يرفع بصوت ودمعة العين رايبه
ينخا بني هاجر وينخا قبابله … ومن ضيم عدوانه قريب حضايبه
وبعد هزيمة الأشراف قال شاعر منهم هذه الأبيات:
يا الله لا تسقي نهار على تين … يوم خذينا يا بديع به اقطاع
يوم التقينا حن وخيل القحاطين … كلنا لهم بالمد واوفوا لنا الصاع
جونا الهواجر مثل ورد محيمين … ياما وطوا منا على صحصح القاع
الصفر مثل مغلثات الشياهين … والشقر من ضرب المزاريج خراع
حطيت رجلي في حسين التوامين … وعرضتها من بينهم مثل فراع
كله لاعنى لابسات السباهين … اللِّي يحطن الخواتم بالاصباع
والأشراف لانوا عقب ما كان قاسين … والشق ما يرفاه خمسة عشر باع
يا شيب عيني ليلة الغزو ملفين … لو نجمع العشرين عشاهم الصاع
(١) وهذا الغرس يطلق عليه اسم سهم الدرع وهو نخل للشريف.