وهذه قصيدة للشاعر محمد بن جبرين من أمراء القويعية (١)، يبين فيها أن القصيدة التي قالها أحد خدام الشريف في يوم تين وبعد هزيمتهم، نسبها بعض الرواة إلى بعض القبائل فقال الشاعر بن جبرين: "خواطر سانحات وردود واضحات على من يعزون معركة تين لغير بني هاجر وهذه المعركة معروفة ومشهورة ويتناقلها الرواة خلفا عن سلف ومن العيب والعضل أن ينسب الشيء لغير أهله"، وله فيها قصيدة تبدأ باستهلال دافعه رحيل القصير، فيقول فيها:
الجو عقب أهله غدابه عسامي … معاد لي مقعاد بعد المناعير
يتلون زينات عساها الوسامي … ترعى نباته جلها والمصاغير
حليبها يجلي صدا كل ظامي … ومن قدمه يكفيه كل المعاذير
وجبة سريعة للضيوف الحشامي … عادة هل العادات لاجا مسايير
تحلب على مر الليالي وعامي … يفرح بها الطرقي وراعي المداوير
من بعد ذا بالعون حيل جسامي … وهذي فعول الطيبين المشاهير
هذاك راضي والرضي له علامي … مشهور فعله فوق روس العثامير
هذاك بن ربعه وهذا كلامي … ومن قال صادق ما يخاف المحاذير
عف عفيف من رجال كرامي … ما فيه يوم سمعت منه الهواذير
كدادي شبحه بعيد المرامي … يفرح ليا جاه المسير من عصير
الضيف دايم عندهم له مقامي … ما فيه يوم يحسبون المخاسير
خلف رجال مخولين بعمامي … ما كر حرارًا فوق روس المجادير
هواجر لاثار عج الزحامي … يروون حد العود من غير تقصير
تاريخهم مشهود شرق وشامي … يوم السريا في عقب كل شرير
يوم على تين اكفهر بظلامي … معارك يشبع بها الذيب والطير
قفا الشريف بحسرته ما يلامي … مهزوم مسكور الجناحين
كالطير عبد الشريف يشوف والجو حامي … لا شك صور القوم تصوير
أيضًا ثنا رجله صليب العظامي … ويشهد شهادة حق ما فيه تزوير
أصبح جزاه مشوكك بالحزامي … حتى ان شعره ما يجي له تعابير
يبغون كتم السر والسر زامي … والله ما يخفيه هرج المعاثير
(١) رواية فلاح بن ملفي.