للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولينا وعفينا وجدنا بعتقهم … وجدنا لهم بأموالهم والربايب

وكم سبه سبت عليهم مذله … نسبا السبايا والنشاما جلايب

فالاقتل يصفي كدرهم ذا وغشهم … وأسبابهم تازي عليهم عقايب

من الله ذي العرش الذي يعلم الخفاء … خبير بنا علام ما كان غايب

فأوصيك مني يا فتى يا ابن جاسم … فلا تكن نها يا فتى الجود غايب

تمسك بتقوى الله وأخلص له العمل … بعلم على حق صواب وصايب

ترى من أطاع الله طاعت له الملا … وذلت له أرقاب الملوك الصعايب

فأنا أقول ذا وأرجو من الله عفوه … ولا قول فيها مخطيات وصايب

فقدم بنو هاجر من كل صوب لمساندة الشيخ قاسم ضد الوالى العثماني مع قبيلة النعيم فتجمعوا حوله، وهجهموا على الجند العثماني وقتلوا بعضا منهم ولما علم الوالي بما حدث أرسل قوة كبيرة لمهاجمة الشيخ قاسم ووقعت الشقب واستبسل فيها فرسان بني هاجر والنعيم وأسفرت المعركة عن هزيمة الجيش العثماني وقتل منهم ٥٠٠ جندي وأسر كثيرون منهم، ومن هؤلاء من هو برتبة قائد وقتل من بني هاجر الفارس سعيد بن سيف الهاجري وأصيب فيها الفارس سيف الهاجري ومن النعيم الفارس زعل النعيمي. وقد اضطر الوالي بعد أن مني بالخسارة بعد هذه المعركة أن يعقد هدنة تلاها اتفاق لتسوية الخلاف، وقد تم تبادل الأسرى. وهنا أود أن أذكر شيئا من خصال الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله. فقد كان ورعا يخاف الله محافظا على دينه غيورا عليه. رجل إذا عاهد أوفى بعهده محبا للخير شجاعا كريما وشاعرا بليغا، وكان بنو هاجر له جندا مخلصين وذلك لخصال الشيخ قاسم الحميدة.

وهذه ترجمة للشيخ قاسم من كتاب (تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان) لفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن. قال ابن عبيد في خصال الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني: هو الأمير الجليل قاسم بن محمد بن ثاني شيخ قطر الورع الزاهد التقي الفصيح البليغ الحنبلي، كان جوادا مبذالا عالما بالعلوم الدينية والفقهية، ولد رحمه الله سنة ١٢١٦ هـ وعاش مائة وخمس عشرة سنة، تزوج على مدى حياته تسعين امرأة وبعدد من الجواري وكثر له النسل الإنساني، فكان له من الأولاد والأحفاد وأبناء الأحفاد ذكورا وإناثا ما لا يصدق

<<  <  ج: ص:  >  >>