ومكثوا مدة وبعدها نزلت في الحبل الموجود في جوف بني هاجر فقال طويل الرمح:
تلاهمت في مكرشة الحبل عرفة … ترعى بها قفرة وترعى صلا يبه
ولم تستأذن بنو هاجر قبائل المنطقة فبنو خالد ترتبط بالنسب ببعض فخوذها فقد ذكر طويل الرمح ذلك لنا حين قال:
غصب على العجمان هم وآل مرة … ومطير عقب الخليلين تايبه
وذلك بعد أن درسوا الأخطار التي يمكن أن تعصف بالقبيلة وأنهم سوف يواجهون قبائل عدد أفرادها كثير فقبيلة آل مرة عددها ٣٥٠٠٠ والعجمان ٤٥٠٠٠ ومطير عددها كثير وبنو هاجر عدد أفرادها برجالها ونسائها وأطفالها لا يتعدون ١٠٠٠٠ ولكنهم تمثلوا بالمثل القائل (قطع الخشوم ولا قطع الرسوم) أو (قطع الأرقاب ولا قطع الأرزاق) وبدأ النزاع يدب بين قبائل المنطقة وبني هاجر لمدة طويلة في محاولة لإخراج بني هاجر من منطقة الأحساء وشنوا الغارات عليها حتى إنهم استعانوا بالقبائل الأخرى التي ترتبط معها بالنسب. ونتج عن ذلك أن اتحدت آل مرة مع العجمان ضد بني هاجر وبحثت بنو هاجر بدورها عن حليف لها ضد قبائل يام فوجدت قبيلة المناصير فتحالفت معها ولا ترتبط معها بنسب فبنو هاجر من مذحج والمناصير من الأزد وكلهم يرجعون إلى قبيلة قحطان، ولكن عندما علمت المناصير أن العجمان وآل مرة اجتمعت للقضاء على بني هاجر دبت في عروقها النخوة العربية فساندت بني هاجر في نزاعها. وقبل أن تتم هذه المساندة من قبل المناصير قرر الشيخ شافي بن سفر بن شبعان الاستعانة بقبيلة قحطان وفي نجد على هذا التحالف فأرسلوا إلى شيخها محمد ابن هادي بن قرملة وإلى ابن شفلوت شيخ عبيدة قحطان بقصيدة يطلعه فيها بعزم العجمان وآل مرة القضاء علي بني هاجر. فأرسل الشيخ محمد بن هادي قصيدة إلى الشيخ شافي يخبره فيها أن قبيلة قحطان سوف ترحل إلى منطقة الأحساء لمساندة بني هاجر في هذا النزاع، والقصيدة التي أرسلها الشيخ شافي إلى الشيخ محمد بن هادي يوضح أن يام قد اجتمعت علي بني هاجر وأن عددهم قليل وكانوا ندا للعجمان ولكن انضم لهم آل مرة ليس لبني هاجر طاقة لرد هذا الحلف وأنهم بحاجة إلى مساندة قبيلة قحطان وإذا لم تستجب قحطان