وقال قصيدة ثالثة:
ربك رقيب وبالمخاليق يعلم … وخالق المخلوق وكاتب مساره
وصغار فتناها بصحراء وراء اليَّم … العين تبكي والضماير وقاره
ويحمد كلامك يشداك للسم … وعادات فيكم تلهدون البراره
هاجر رسول الله واحنا بني عم … لا تحسب الهجرة هتيكو معاره
فاتت علينا أيام زي جرعة السم … وفي تقن عقلي أزود من السم باره
وساكن ثماني سنين في بيت مظلم … وبيت بلا خلان تطفني أنواره
وبلاد تطردنا وبلاد تنذم … وفاتت علينا قرون وحِنَّا حيارى
وهكذا الدنيا مكاتيب وأقسام … وهاعدة الأيام حلوه ومراره
ما نقصد المخلوق في الله نعشم … ولو زاد يعطي العبد صاحب قدارى
يسمع دبيب النمل وهو بحجر صم … ولو شاء يبني الحيط عقب انهياره
ويحيي العظام الباليه الهالكه الرم … ويبعث الأرواح يوم النشارى
ومن كان في وسط المخاليق يرحم … تأتيه أعمال الخير ما تغيب باره
ومن كان في وسط المخاليق يظلم … عدَّى حياته حنزه عَـ كباره
ما ينفع التعذير واليوم ينذم … ينادي بعالي الصوت ويا حسارى
ومن خالف الرحمن من دين يسلم … وقت الشدايد ما يجد له أنصاره
وعامل البطَّال له يوم يندم … كنها تطول أيام ولا قصارى
علوم نبديها وعلوم تكتم … من ضمير لعليم السراره
وعلوم تنفع والمخاليق تزحم … يوم الخلايق بين ربح وخساره
ويا راكب اللِّي يقطع البعد لا انهم … يطوي سراب البعد والمشي غاره