للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: "إن خثعم وبجيلة هما ابنا أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وإن خثعم هو أفتل بن أنمار بن إراش بن عمرو بن انغوث، أخي الأزد بن الغوص، وبجيلة هو: عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث؛ وذلك أن أنمار بن إراش ولد عبقر، والغوث وصهيبة، أمهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، فنسبوا إليها، وعرفوا بها وولد أيضًا أنمار خثعم، واسمه أفتل، أمه هند بنت الغافق.

هذا كله قول ابن الكلبي، وتابعه جماعة، واحتج من قال بهذا القول بما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث فروة بن مسيك، وهذا نصه: قلت يا رسول الله أأقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم وأقاتل أهل سبأ قال: نعم - قلت يا رسول الله أخبرني عن سبأ ما هو؟ أجبل أم واد، وفي حديث ابن أبي شيبة أرجل هو أم امرأة أم أرض؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، تيامن منهم ستة، وتشاءم أربعة، فأما الذين تشاءموا: فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد، وكندة، وحمير، والأشعرون، ومذحج، وأنمار التي فيها بجيلة، وخثعم، وفي حديث ابن أبي شيبة، فقال رجل يا رسول الله: أي أنمار؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - التي فيها بجيلة وخثعم. قال أبو عمر: هذا أولى ما قيل به في ذلك، والله أعلم. واحتج أيضًا من قال بهذا القول بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطلع عليكم رجل من خير ذي يمن عليه مسحة ملك، فطلع جرير بن عبد الله البجلي" (١).

ورغم هذا الخلاف بين علماء النسب، فإننا نجدهم عندما تصدوا لتدوين أنساب لمقبائل القحطانية والعدنانية، دونوا نسب خثعم ضمن القبائل القحطانية مما يؤكد قحطانيتها، وسأذكر للقارئ الكريم بعضا من ذلك.

قال ابن الكلبي (٢): "وهؤلاء بنو عمرو بن الغوث بن نبت بمن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وولد مالك بن زيد:


(١) ابن عبد البر القرطبي "الإنباه على قبائل الرواه" ص ١٠٣.
(٢) نسب معد واليمن الكبير، ص ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>