للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش والغاز من نزار من الغرباء هم من رابطة لعنز على العواسج ويملي إليهم عنز بصرختها ونجدتها، وجرش في قاع ولها أشراف غربية بعيدة عنها تنحدر مياهها في مسيل يمر في شرقها بينها وبين (حمومة) ناصية تسمى الأكمة السوداء -حمومة وحمة وكولة- ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصب في بيشة في بعطان فجرش رأس وادي بيشة ويصالي قصبة جرش أوطان حزيمة من عنز" (١).

وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي: "جرش: بالضم ثم الفتح وشين معجمة من مخاليف اليمن من جهة مكة وهي في الإقليم الأول طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل: إن جُرَش مدينة عظيمة في اليمن وولاية واسعة. وذكر بعض أهل العلم والسير أن تبعا أسعد بن كُلِيكَرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي إذ ذاك خربة، ومهد حالة حواليها، فخلف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفا، وقال أجرشوا أي (ألبثوا) فسميت جرش بذلك، ولم أجد من اللغويين من قال: أن الجرش المقال، ولكنهم قالوا: إن الجرش الصوت ومنه الملح الجريش؛ لأنه حك بعضه ببعض فصوت حتى سحق لأنه لا يكون ناعما.

وقال أبو المنذر هشام. جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلب على اسمهم وهو جرش واسمه منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث.

ثم قال: وقرأت بخط جخجخ النحوي في كتاب أنساب البلدان لابن الكلبي، أخبرنا أحمد بن سهل الحلواني عن أبي أحمد بن محمد بن موسى بن حماد البريدي عن أبي السري عن أبي المنذر قال: جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا، وكان الذي جرشهم رجل من حِمْيرَ يقال له: زيد بن أسلم، خرج بثور له عليه حمل شعير في يوم شديد الحر فشرد الثور فطلبه فاشتد تعبه فحلف لئن ظفر به ليذبحن، ثم ليجرشن الشعير وليدعون على لحمه فأدركه بذات القصص (٢)


(١) صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص ٢٥٥
(٢) جبل ضخم قرب (القاعة) يطلق عليه الآن (أم القصمص) ذكره الهمذاني في كتابه (صفة جزيرة العرب) كما ذكره الرداعي في أرجوزة الحج

<<  <  ج: ص:  >  >>