سطح البحر، وينحصر وسط المدينة بين واديين كبيرين هما وادي بيشة الذي يزفها من الشرق ثم ينحني إلى الشمال الغربي ليحدها من الشمال حتى يلتقي بوادي عتود الآخر الذي يحصرهما من الغرب.
وقد تطورت هذه المدينة تطورا شاسعا خلال الربع الأخير من القرن الماضي فكثرت الأحياء وتوسعت المدينة أكثر فأكثر، وقد ساعد انبساط أراضيها في تخطيط أحيائها السليم كما ازدانت المدينة بأساليب الحضارة الحديثة في فن العمارة واتساع الشوارع.
ولم تكن المدينة في السابق سوى عدة قرى صغيرة مركزها الرئيسي قرية (الدرب) التي تتوسط المدينة حاليا قرب الجامع الكبير ولا زالت أطلالها ماثلة حتى الآن وكان يوجد بها الإمارة وبقية الدوائر الحكومية آنذاك.
وقد كانت هذه البلدة مسرحا للقتال عبر العصور الماضية، وقد شهدت أمر المعارك وأشدها في عهد الأتراك، كما كانت معسكرا كبيرا لجيوش الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- أيام فتوحاته للمنطقة.
وقد قام الأستاذ فؤاد حمزة برحلة عمل إلى المنطقة، فصور مشاهداته عن مدينة الخميس حيث قال: "كانت في ذهني صورة للخميس لم أجدها مطابقة للأصل، حينما بلغتها، سمعت بالخميس منذ سنوات وتصورتها مدينة كبيرة فسيحة الأرجاء واسعة العمران معتدلة الإقليم؛ لأنها كانت تتخذ مركزا للمعسكرات كلما حصل النفير إلى جهة الحدود اليمانية وإلى جهة تهامة، فحينما وصلتها لم يحقق الخَبَر الخُبْر، نعم وجدتها معتدلة الهواء قائمة في سهل منبسط تبعد عن الجبال مسافات كافية، ولكني لم أجدها المدينة العظيمة، المدينة التي رسمها الخيال في ذاكرتي.
حينما أشرفنا على وادي الخميس من الهضاب الشرقية أصيل يوم الأحد الواقع ١٩ شوال ١٣٥٢ هـ الموافق (٤ فبراير سنة ١٩٣٤ م) كان أول ما لفت نظري الخيام البيضاء المنتشرة في أطراف الوادي وفي جنبات السهول المنبسطة وحركة