للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب المال أو الجاه، بل الكفء عندهم الرجل الذي هو من نفس الطبقة الاجتماعية من حيث الأصل والنسب، والاستقامة، ثم أن يكون قادرا على ستر زوجته وأولاده وكسب العيش لهم، ولا بد لكل قاعدة من شواذ - كما قالوا - وهم الذين قصدهم الأستاذ فؤاد حمزة - رحمه الله - في كتابه: في (بلاد عسير) (١) وهم ذوو النفوس الضعيفة، الذين ينتشرون بين جميع القبائل والذين يعرفون الكفاءة بالمال فقط.

وليس هناك طريقة معروفة يستطيع الشاب بها عرض حبة أو رغبته في الزواج من فتاة ما، وربما يستطيع الشخص ذلك إن كان من الأقارب فقط، وما أعجب ما ذكره أحد الكتاب الكبار بأن الرجل يستطيع ذلك عندما يذهب للسوق أو موارد المياه ليعرض حبة لفتاة ما، فيقول "أنا ميدك" فإن قالت: "وأنا ميدك" فهي موافقة، وليس عليه إلَّا أن يذهب إلى ولي أمرها لخطبتها وهذا طبعًا من الغريب بأن يحدث، فالنّاس ليسوا كالطيور أو الحيوانات يعرضون حبهم ورغبتهم في التزاوج في لحظات بلا معرفة سابقة، أو تقصي الحقيقة، والغريب في ذلك أن الكاتب ذكر ذلك في نقله أخبار شهران، علمًا بأن تلك اللهجة غير معروفة بينهم.

أما بعد الخطبة فيقوم الشاب وولي أمر العروس بتحديد موعد عقد النِّكَاح (الملُكْة) بضم الميم وسكون اللام، وسنذكر واحدة من العادات المنتشرة في جنوب بلاد شهران وهي بأن يقوم الزوج وبرفقته أقاربه وبعض جماعته بزيارة أهل الزوجة ومعهم المأذون، ويكون ذلك في العادة بعد العصر، فيستقبلهم المضيفون من والد الزوجة وجماعته ويكون الترحيب عادة في تلك الديار، بأن يصف المضيفون على خط مستقيم، بينما يقوم الضيوف بالعرضة حتى يقتربوا منهم بحوالي عشرين مترًا ثم يتراصون كصف آخر مقابل ثم يتقدم المضيف مع كبير الجماعة ويرفعا صوتيهما بالترحيب، فيكرره الجماعة خلفيهما ليرد الضيوف على هذا الترحيب بالشكر والتحية ثم يختلط الجمع ليتم السلام والعناق. ويدخل الضيوف إلى منزل المضيف


(١) ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>