وتقدم القهوة والشاي، ويدار عليهم الطيب. وتحضر لهم وجبة وهي مصبعة ويكثر عليها السمن حتى يطفر من أطراف القدح في مثل هذه المناسبة وتسمى عند البعض (معيشة) وبعضهم يسميها (وَصْلْ)، ثم يعودون لرشف القهوة، ومن ثم يخرجون عند الجماعة الذين يقدمون الطيب والفاكهة وما إلى ذلك مما قد توافر في هذا العصر. والذي حل محل القهوة فقط (أيام زمان) وبعد المغرب يكون النّاس قد اجتمعوا في بيت المضيف الذي يقدم العشاء رزا ولحما طريا مع الفاكهة إن وجد على الطريقة الحالية (المُفَطَّحَات)، أما من قبل فكان العشاء (عَصِيدْ ومَرَق) ويقسم اللحم بين الحضور تقسيما.
وبعد العشاء ينصرف الجماعة ويبقى الزوج ووالده أو قريبه واثنين من الشهود والمأذون، ثم يتم الاتفاق حول المهر والحلية وكان المهر في السابق يختلف حسب الظروف، فكم من امرأة كان مهرها سجادة أو بساط وبضعة من الدراهم القليلة، أما حلية زمانهم فهي لا تتعدى بعض أساور من الفضة وخواتمها (وأقلهن مهورا أكثرهن بركة).
وقد قامت بطون عدة من شهران بتحديد مهور النساء ما بين ٢٥.٠٠٠ و ٣٠.٠٠٠ ريال بما فيها الذهب، وهناك بطون أخرى أقلّ بكثير.
هناك بعض الخرافات التي انقرض أكثرها ومجها النّاس وكثر مكذبوها، وهي الحرص الشديد في عدم قبض الأصابع وعقد الخيوط وغيرها كثير، وذلك خلال عقد القران، والغريب أن الكثير من المثقفين يصدقون تلك الخرافة التي يعتقدون بأن في تحقيقها إيقاف القوة الجنسية لدى الرجل (الزوج) فيتم بعدها التفرق والطلاق، وقد قال بعضهم بأنها حدثت فعلًا على كثير من النّاس. وقال بأنها ضرب من السحر والسحر بالطبع حقيقة.
أما الزفاف: ففي الماضي؛ إذا كان منزل الزوجة يبعد كثيرًا عن قرية الزوج، فإنهم يعزمون على الذهاب من العصر ولم يكن هناك أيام محدودة لهذا الغرض، ويكون السير رجلًا أو على الخيل والحمير والجمال، حتى يصلوا إلى ديار الزوجة فيرحبون بهم بالترحيب التقليدي المعروف، ثم يقومون بتقديم العشاء لهم والذي