للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاختلاف والانشقاق الذي حصل بينهم أبي إلى النتيجة المتوقعة من كل خلاف .. غير أن ضعف السلاطين من يام في الجهات الخارجة عن بلادهم نجران لَمْ يترتب عليها خضوع نجران السلطان غيرهم، فقد بقيت نجران وأهلها لا يخضعون لسلطان أحد من ملوك الأيوبيين أو غيرهم من ملوك العرب حينذاك.

وفي سنة ٥٩٤ هـ سار الإمام شرف الدين إلى نجران بعد أن ملك جبل (برط) قهرا وفي نجران أصاب جيشه مرض شديد مات منه الكثير، ومع المقاومة رجع الإمام إلى صعدة ومنها إلى صنعاء، وقبل حكم الإمام شرف الدين استولى الشراكسة على تهامة والجبال ومع ذلك لَمْ تشمل سلطاتهم نجران وبقيت نجران ويام كسائر أدوارها السابقة مستقلة بأمر نفسها لا تخضع لسلطة أجنبية وبقيت نجران ويام تلعب دورا سياسيا مع الشمال والجنوب وتنصر من يجزل لها العطاء.

وقد كانت آخر الغزوات التي تعرضت لها نجران غزوة الجيش الإمامي اليمني في عام ١٣٥١ هـ، حيث كانت آخر غزوات الحكومات والسلطات التي تعاقبت على اليمن وحاولت جميعها السيطرة على نجران، وهذه هي الغزوة الأخيرة كما ذكرنا حيث انتهت بتدخل الدولة السعودية لنجدة أهل نجران الذين استنجدوا بها لمساعدتهم في حد الغزاة فعادت الجيوش الإمامية مدحورة بعد حروب ومناوشات استمرت ثمانية أشهر، وفي عام ١٣٥٢ هـ دخلت نجران وأهلها في ظل الدولة السعودية، وبدأت تدفن أساليب العنف والدمار إلى الأبد وعادت إلى ثوبها القشيب الذي وهبها الله إياه في ظل الأمن والأمان في ظل الدولة الكبرى (المملكة العربية السعودية) وبدأت نجران وأهلها بعد تلك الحلقات التاريخية الدامية، بدأت تلاحق وبخطى ثابتة أساليب الحياة العصرية الحديثة وبدأت تعوض ما فاتها من علم وحياة حضارية شاملة، فكان لها ما أرادت حيث أصبحت في هذا الوقت من جنان الأرض وامتزج فيها عقل العصر الحديث بروح وفتنة الطبيعة الخلابة، فأصبحت كما قال الشاعر:

هل زرت نجرانّ، حيَّا اللهُ نَجْرانا

<<  <  ج: ص:  >  >>