للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أحدهم في مدح يام قصيدة طويلة منها:

وأنتم يا غضاريف شُمْ يامٍ … مكانكم من العلياء مكين

وفي عهد الدولة العباسية لَمْ تخضع نجران وأهلها لحاكم وبقيت في صراع مع الزمن والطامعين فيها حيث حاول يحيى بن الحسين - المُلقَّب ب (الهادي) مد نفوذه إلى نجران عندما استولى على صعدة ونشر دعوته فيها فقاومه أهل نجران وصدره وكان ذلك في عام ٢٨٤ هـ ثم عاود (الهادي) المحاولة في عام ٢٨٦ هـ حيث أرسل إلى نجران أخاه عبد الله بن الحسين وهزم في المعركة وانسحب، وكتب لأخيه الهادي يستنجده، فسار إليه بنفسه أي الهادي بقوة كبيرة فأوقع بأهل نجران، وكانت تلك الموقعة بداية للتجهيز للأخذ بالثأر، حيث تجمع أهل نجران ونظموا صفوفهم وهاجموا الإمام الهادي وجيشه هجوما عنيفا وعارما قتل فيه الكثير من جيش الهادي ومن أهل نجران، حيث تمركزت جيوش الهادي من جزء من نجران حتى عام ٢٩٥ هـ فهب النجرانيون وتجمعوا لمهاجمة الجزء المحتل من بلادهم وقتلوا نائب الإمام وأبادوا حاشيته عن آخرها وبذلك تخلصوا منهم واستقلوا بأمر بلادهم، ولم تذكر المصادر خضوع نجران وأهلها لأية سلطة كانت بعد تلك الأحداث، بل أفادت المصادر أنهم أعانوا حسان بن عثمان بن يعفر ضد أبناء الإمام القاسم بن علي العياني بمهاجمة نجران مرتين متتاليتين، ولكنه هزم وقتل من جيشه الكثيرون ومنهم ابن عمه الحسين بن عيسى، وكما سبق ذكره أن يام وأهل نجران كانوا يخضعون بعض الدول أو يسيطرون هم على بعض المناطق ويقيمون فيها دولا كبري، فقد ورد في الكثير من المصادر، أن صنعاء وعدن وكثيرا من اليمن خضعت لحكم سلاطين وملوك بني يام، وكان ذلك في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري. حيث كان الحكم في عدن لسلاطين وملوك آل زريع من يام، وأولهم زريع بن عباس اليامي، واستمر الحال كذلك حتى غزا ثوران شاه اليمن فضعفت شوكة السلاطين من يام وتعرضوا للهزائم بعد حروب طويلة استمرت حتى عام ٥٩٣ هـ حيث انهار مجدهم عند الصراع الحاد مع أقوى الدول الأجنبية من حولهم "الأيوبيين" ومع معظم المناطق، ذات القوة والعزة العسكرية وذلك لما اختلف أمرهم وانشق بعضهم على بعض عندما توفي السلطان علي بن حاتم اليامي وخلفه أولاده وأولاد أخيه - بشر - على السلطة وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>