فَأَتْبَعْتُ عَيْنيَّ الحْمُولَ صَبَابَةً … وَشَوقًا وَقَدْ جَاوَزْنَ مِن عَالِجٍ رَمْلَا
عِظَامُ مَغِيل الهَام غُلْبًا رِقَابُهَا … مُعَرقَةَ الأَلْحِي يَمانَيةً هُدْلَا
إذا احْتَنَّها الحَادِي الْقَبيضُ تَجَاَسَرَتْ … دَوَامِجُ بالْمُومَاتِ تَحْسَبُهَا نَخْلَا
ظَعَائِنُ مِنْ أَوْس وَعُثمانَ كَالدُّمِي … حوَاصِنُ لَمْ يُخْزينَ عَمَّا وَلَا بَعْلَا
أَوَانِسُ أَتْرَابٍ وَعينٌ كَأَنَّها … نِعَاجُ الصّريمِ أَوْطَنَت بِالرُّبَا بَقْلَا
أوَانِسُ يَرْكُضْنَ الْمُروطَ كَأَنَّها … يطَانُ إذَا اسْتَوْسَقْنَ في جُدَدٍ وَحْلَا
فَيَا أَيُّهَا الْمرْءُ الْذِي لَيْسَ صَامتًا … وَلَا ناطِقًا إنْ قَالَ فصْلًا وَلَا عَدْلَا
إذ قُلْتَ فَاعْلَمْ مَا تَقُولُ وَلَا تَكُنْ … كحَاطِب لَيْل يَجْمَعُ الدِّقَّ وَالجْزْلَا
مُزيْنَة قَوْمي إنْ سَأَلْتَ فَإِنّهُمْ … لَهُمْ عزّةٌ لَا تسْتَطِيعُ لَهَا نَقْلَا
وَلَوْ سرْتَ حتّى مَطْلَعِ الشّمْسِ لَمْ تَجدْ … لِقوَمٍ عَلَى قَوْمِي وَإنْ كَرُمُوا فَضْلَا
أَعَفُّ وَأَوْفَى بِالصّبَاحِ فَوَارِسًا … إذَا الخْيْلُ جَالَتْ في أعنَتَها قُبْلَا
نَقُولُ فَيُرْضى قَوْلُنَا وَنُعِينُهُ … وَنَحْنُ أُنَاسٌ نُحْسِنُ الْقِيْلَ وَالفِعْلَا
وَنَحْنُ نَضَيْنَا عَنْ تِهَامَةَ بِالْقَنَا … وَبالْجرْدِ يَمْعَلْنَ الرِّقَاقَ بَنَا مَعْلَا
مُدَربَّةٌ قُبَّ البُطُونِ تَرَى لَهَا … مُتُونًا طوَالًا أُدِمِجَتْ وَشَويَّ عَبْلَا
إذَا امْتُريَتْ بالقَدّ جَاشَتْ وأزبدت … وَإِنْ وَاضَخَتْ تَعْريَبَها وَبَلَتْ وبلَا
لكُلِّ فَتيَّ رخْوَ النِّجَادِ سَمَيْدعٌ … وَأَشْمَطَ لَمْ يُخْلَقَ جَبَانًا وَلَا وَغْلَا
بِأَيْديُهم سُمْرَ المُتُونِ مَوَارِنُ … وَمَشْهُوَرَةٌ هنْديَّةٌ أَخْضَلَتْ صَقْلَا
إذَا مَا فَرَغْنَا مِنْ قِراعِ كَتِيبَةٍ … نَصَبْنَا إلى أُخْرَى تَكُونُ لَنَا شُغْلَا
فكَمْ مِنْ عَدُوٍّ قَدْ أَبَاحَتْ رِمَاحُنَا … وَكَمْ مِنْ صَدِيقٍ نَالَ مِنْ سيْبِنَا سَجْلَا
هذا الصحابي الجليل يفخر بعشيرته ويذكر فضلهم وما لهم من مناقب، وفي نظري أن هذه القصيدة قيلت قبل إسلام معن، فإنه ذكر أنه لا حي يفضل مزينة ولو كان قد أسلم لاستثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته وإلى هنا نكتفي بهذا القدر لنفرد له ترجمة مختصرة أخرى مع الصحابة رضي الله عنهم.