للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَا تُعْطِي عَصَا الخُطَباءِ فيهُم … وقَدْ تُكْفَى الْمقَادَةَ والمْقَالَا

فَإنَّكُم وتَرْك بَني أَبيكُم … وأُسْرتُكُم تَجرُّونَ الحِبالا

وَودُّكُمْ العدى مِمَّن سواكم … لكَا الْحيْرانِ يَتَّبعُ الظلالا

تَحُفُّ الْمترَعاتُ إذا شَتَوْنا … إذا النَّكْبَاءُ عاقَبَتِ الشِّمالا

نُدِرُّ الحرب ما درَّت عَصُوبًا … وَنَخلُبُها ونُمريها عَلَالَا

يقول في هذه الأبيات: إن مزينة أبناء ثور هم الأكثرون عددًا ومالًا وإذا اجتمعوا وحضرت أنت ومن يمسِّحون لك لحاهم جئتم ردفًا لنا. فلا تؤمر عليهم أحدًا فإنهم سيكفونك القول والقيادة. ويقول لعبيد الله: أنتم يا بني أمية حينما تتركون بني أبيكم وهم مزينة؛ لأن الاصل واحد ونسب قريش ونسب مزينة واحد إلى إلياس بن مُضَر. كأنكم حيارا تتبعون الظلال، والواجب عليكم أن تولوا الأمور من هو أقرب لكم نسبًا. والشروج قليب لبني عبس وكذلك ماء بقرب جبلي طيئ. والنكباء ريح انحرفت عن مهابّ الرياح القُوَّم ووقعت بين ريحين.

وقال معن:

أَتَهْجُرُ نُعْمًا أمْ تُديمَ لَهَا وَصْلًا … وَكَمْ صَرَمَتْ نُعْمٌ نُعْمٌ لذي حُلَّةٍ حَبْلَا

إذَا أَنْتَ عَزّيْتَ الفُؤَادَ عَنِ الصَّبَا … تَذَكَّرْت منْهَا الأُنْسَ والْمنْطِقَ الرِّسْلا

وَذَا أُشْرِ عَذْبًا تَرِفُّ غُرُوبهُ … وَسَالِفَةٍ في طُولِهَا جُدِلَتْ جَدْلا

وَنَحْرًا كَفَا ثُورِ اللُّجَيْن وَنَاهِدًا … وَبطْنًا كَغِمْدِ السّيْفِ لَمْ يدرِ ما الحمْلَا

فَإِنْ تَكُ نُعْمٌ صَرّمتْني فإِنَّهَا … تَريشُ وَتَبْري لي إذا جئتُهَا النَّبْلَا

تَبَدِّي فَتَدْنُو ثُمَّ تَنْأَى بِوَصْلِهَا … لِتَبْلُغَ مِنِّي أَوْ لِتَقْتُلَني قَتْلًا

فَمَا الحْبْلُ مِن نُعْمٍ بَباقي جَديدُهُ … وَلَا كَائنٌ إلَّا المَواعِيدَ وَالْمطْلَا

وَرَدَّ قِيَانَ الحيّ حين تَحَمَّلوا … لبَيْنَهْمَ أُدْمًا مُخَيَّسَةً بُزْلَا

رَفَعْنَ غَداةَ البَيْن خَزِّا وَيُمْنَةً … وَأَكْسيَتِ الدِّيبَاجِ مُبَطّنَةً خَمْلا

عَلَى كُلِّ فَتْلَاءَ الذِّرَاعَيْن جَسْرَةٌ … تَمُرُّ على الحْاذين مَطّردًا جَثْلَا

وَأَصْهبَ نَصَّاحَ المْقِدِّ مُفَرَّجٌ … جلَالٍ عَلَى الحْزَّانِ يَسْتَضْلِعُ الحَمْلا

<<  <  ج: ص:  >  >>