وكما قال أحد شعراء قبيلة معادية الموقر حيث قال في بيان آل مخلص:
الله له يعيش باذي الهيه … يوم بنيت في البنا ذلاني
بندق نبيان عليهم سيه … بارودها سم على العدواني
وكذلك منهم الفارس ضرغام مشعراني الخدري والملقب في جهات الجنوب باسمين الأول يسمونه بعض العرب فرخ أبو زيد ويسميه العرب أحيانًا الغول نظرا لما يحدث منه من البطش والعنف مع الإخصام، ومن وقعاته عندما كان بلغ سن الرشد وإذا به بقوم معادين للمخلص فيهم رجلًا مشهور بالكر والفر طلبوا قبيلة آل مخلص من يبارز الفارسين فاستعربه المذكور وطلب أن يعرفوه عليه فقط.
فلما حصلت المقابلة وإذا الفارس على جواد ولا هناك حرج للتعريف، بل إنه سوف يعرف بنفسه فلذا تقابل الطرفان وتبادل هويات القتال وهي أرماح وإذا برمح الفارس المعادي للمخلص قد سلخ بين اتقف في الإذن ورمح مسفر المزري قد توسط في النحر فولي هاربا ذلك الفارس المعادي.
وكذلك الخدري كان ذات يوم عند الإبل ومعه جويرة عزيز آل مطلق وابنته المسماة فايقة وكان نائما، ثم شعرا بقوم من طرائف اليمني وأحاطوا به وملكوا خويه وخيته فاستمنع إلى وجه كبير القوم وذلك بالغده ومن ثم ملكوه وأخذوه سيرا وطلبوا منه أن يدلهم على الإبل الأخرى حيث هذه لا تكفي حاجة القوم لكثرتهم فانتهز الفرصة وأراد أن يخدعهم ويجلبهم إلى جهة جماعة مخلص وهما بوادي عرفات، حيث عنده ثقة قوية أن جماعته سيغلبون القوم الغازية ويفتكون الإبل ولما قارب الوصول إلى جماعته صاح فيهم بقوله القوم جاؤوكم وأسقط الرجل الذي كان معه على شداد اذلول؛ أي في المقدمة ومن ثم ترك الجماعة والقوم وأخذ معه فيه قليلة مشهورين بالشجاعة منهم علي بن جذته وعلي بن سويده وغيرهم وخذوا كايل الإبل وركائب الغزو وذبحوا أحد الإبل وحملوها على أحد الركائب ورجعوا إلى الجماعة، أما الجماعة فذبحوا القوم ذبحا عنيفا، حيث كان مع الفارس المشهور سراج رفعان بندقية صحف ومعه خمسة عشر طلقة وقد ثبت بأن عدد طلقات قتلت خمسة عشر رجلًا وذلولا وفرسا.