للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا ذنب لي قد قلت إذ نحن جيرة … أثيبي بودٍّ قبل إحدى الصفائق

أثيبي بود قبل أن يشحط النوى … وينأى أميري بالحبيب المفارق

قال: فقتلناه فجاءت امرأة فوقعت عليه فلم تزل ترشفه حتى ماتت عليه.

قال سفيان وكانت امرأة كثيرة اللحم.

قال مؤلفه عفا الله عنه: هذه القصة على فرض صحتها فإنه لا يمكن لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تكون تلك دعوتهم فإن الذي نقل إلينا من أخبارهم أنهم يدعون الناس بالحكمة والتعليم والإرشاد ولم يؤثر أنهم بدأوا الناس بالقتال إلا المحاربين وهذا شأن الدعاة. وقد عَرَضَ لي وأنا أفتش في كتب التاريخ عن مصدر هذه القصة كلام لابن الأثير في الكامل رأيته أقرب إلى الصواب فأردت أن أسوقه هنا لتتضح الحقيقة لأن بعض مصادر التاريخ تكتب كل ما نقل إليها.

فأقول:

قال ابن الأثير في الكامل الجزء الثاني صفحة ١٧٤ الطبعة المنيرية: قال عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي: كنت يومئذ في جند خالد (يعني يوم غزوته لبني جُذيمة) (١). قال فأثرنا في أثر ظعن مصعدة يسوق بهن فتية فقال: أدركوا أولئك قال: فخرجنا في أثرهم حتى أدركناهم فمضوا، ووقف لنا غلام شاب على الطريق فلما انتهينا إليه جعل يقاتلنا ويقول:

ارفعن أطراف الذيول وارتعن … مشى حَيِيَّات كأن لم تُفزعن

إن تُمَنَع اليوم النساءُ تُمَنَعْن

فقاتلناه طويلًا فقتلناه ومضينا حتى لحقنا الظعن فخرج إلينا غلام كأنه الأول فجعل يقاتلنا ويقول:

أقسم ما إن خادر ذو لبده (٢) … يروم بين أثلة ووهده (٣)

يفرس شبان الرجال وحده … بأصدق الغداة مني نجده


(١) ليست في الأصل ولكن يقتضيها السياق.
(٢) الخادر: الأسد.
(٣) الأثلة: نوع من الشجر، الوهدة: الأرض المنخفضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>