ولجأ المشركون إلى البلد فتحصَّنوا به، وقد ضاقت بهم البلد وطلب رجل من أهل البلد الأمان من أبي موسى فأمنه فبعث يدل المسلمين على مكان يدخلون منه إلى البلد وهو من مدخل الماء إليها فندب الأمراءُ الناسَ إلى ذلك، فانتدب رجال من الشجعان والأبطال وجاءوا فدخلوا مع الماء كالبط إلى البلد وذلك في الليل، فيقال كان أول من دخلها عبد الله بن مغفل المزني وجاءوا إلى البوابين فأناموهم وفتحوا الأبواب. وكبَّر المسلمون فدخلوا البلد وذلك في وقت الفجر إلى أن تعالى النهار ولم يُصلُّوا الصبح يومئذ إلا بعد طلوع الشمس. كما حكاه البخاري عن أنس بن مالك قال شهدت فتح تستر وذلك عند صلاة الفجر فاشتغل الناس بالفتح فما صلوا الصبح إلا بعد طلوع الشمس فما أحب أن لي بتلك الصلاة حمر النعم اهـ.
قلت ومن كلامه قوله: لقد خبتَ وخسرتَ إن لم تكن مؤمنًا. ذكره البيهقي في كتاب الإيمان ص ٢٣.
٤٥ - عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة التميمي المزني من بني امرئ القيس بن زيد بن مناة بن تميم، قال ابن السكن: يقال له صحبة حديثه في البصريين. وروى الطبراني عن موسى بن هارون عن موسى بن ميمون بن موسى المزني عن أبيه ميمون عن أبيه موسى عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبو صفوان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام وقال له:"إني أحبك قال: المرء مع من أحب" ورواه ابن منده مطولًا وكان معه ابناه عبد الرحمن وعبد الله وكان اسمهما عبد العزى، وعبد تميم وغَيَّرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وفي ذلك يقول ابن أخيه نصر بن نصر بن قدامة: