٧ - وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان الحارث بن يزيد من بني عامر ابن لؤي يعذب عياشا بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج الحارث مهاجرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقيه عياش في الحيرة فعلاه بالسيف يظن أنه كافرًا ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فنزلت الآية في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً. . (٩٢)} [النساء]، والله أعلم، وقد تقدم في ترجمة أسماء بنت مخربة النهشلية الدارمية - التميمية أنها تزوجت للمرة الثانية بعبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة فولدت له عياشا هذا وأخوال عياش هم بنو تميم.
٨ - وفي رواية للإمام أحمد والطبراني وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: مر نفر من أشراف قريش على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده خباب بن الأرت وبعض من المسلمين فقالوا: يا محمد أرضيت بهؤلاء علينا هؤلاء من الله عليهم من بيننا لو طردتهم لأتيناك، فأنزل الله هذه الآية {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥٠) … إلى قوله تعالى … فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥١)} [الأنعام].
٩ - وأخرج ابن جرير (١) وابن أبي حاتم وغيرهما عن الحباب بن الأرت التميمي قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن فوجدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع صهيب الرومي وبلال بن رباح مؤذن الرسول وعمار بن ياسر وخباب بن الأرت التميمي قاعدين في أناس من المؤمنين الضعفاء فلما رأوهم حول النبي - صلى الله عليه وسلم - حقروهم فأتوه وخلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا به العرب فضلنا فإن وفود العرب تأتيك فنخشى أن تعرفنا العرب مع هؤلاء الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، فنزلت الآية الكريمة {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ … (٥٢)} [الأنعام]. ثم ذكرِ الأقرع بن حابس التميمي وصاحبه فقال: قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ … (٥٣)} [الأنعام].
١٠ - أخرج الشيخان وغيرهما عن خباب بن الأرت قال: جئت العاص
(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٠٧.