للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن وائل السهمي أتقاضاه حقًّا لي عنده فقلت له: اعطني حقي قال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت له: لا حتى تموت ثم تبعث، قال: فإنِّي لميت ثم مبعوث؟، فقلت له: نعم، فقال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيك، فنزلت هذه الآية في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧)} [مريم].

١١ - وأخرج ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي - الحنظلي - التميمي - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روعيت (١) على أهلي وكفيت مؤنتهم فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الأرض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا: إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك. فقيل لنا إنما سبيل هذا الرجل "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" من أقر بها آمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الإسلام، قال أبو رجاء إني لأرى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي وهي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦)} [الجن].

وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان أن رجلًا من بني تميم يقال له رافع ابن عمير، ويلقب بدعموص (٢) الرمل لخبرته في الصحراء ودروبها، قال عند إسلامه إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فأنخت راحلتي (ناقتي) ونمت وقد تعوذت قبل نومي، فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن، فرأيت في منامي رجلًا شابا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينًا وشمالًا فلم أر شيئًا فقلت في نفسي هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ يمسك بيده يدفع بها. قال هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي، ولا تعذ بغيره ولا بأحد من الجن، فقد بطل أمرها، قال: فقلت له ومن محمد (٣) هذا؟ قال: نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الإثنين، قلت فأين مسكنه. قال: في يثرب


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٠٧ - ٢٠٨، ورعيت أي كلفت على شئونهم.
(٢) دعموص الرمل هو الذي يعرف الآن بالعصقنقور الذي إذا طلب اختبى بالرمل.
(٣) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٠٨ - ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>