عَلِّمه الكتاب والحساب وقه العذاب" هذا لفظ الطبراني. ولفظ الترمذي "اللهم اجعله هاديا مهديًا واهْدِ به" وله حديث "يكون في بيت المقدس بيعة هدى" قال ابن سعد. وعند أحمد من طريق جبير بن نفير عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما في الناس نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وأن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد".
وعند ابن أبي عاصم وابن السكن من طريق سويد بن عبد العزيز بسندهما إلى ابن أبي عميرة المزني قال: خمس حفظتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صفر ولا هامة ولا عدوى ولا يتم شهران ستين يومًا. ومن خفر ذمة الله لم يرح رائحة الجنة" ذكر ذلك الحافظ وانتصر لإثبات الصحبة له اهـ.
٤٨ - عبد الرحمن بن مقرن بن عائذ المزني قال ابن سعد: له صحبة ويقال اسمه عبد عمرو فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت هو أحد الإِخوة فكلهم أولاد مقرن بن عائذ، والله أعلم.
٤٩ - عبد الرحمن المزني والد عمر ويقال والد محمد. ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوه من طريق أبي معشر عن يحيى بن شبل عن عمرو بن عبد الرزاق المزني عن أبيه قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أصحاب الأعراف فقال: "قوم قتلوا في سبيل الله وهم عاصون لآبائهم فمنعهم من الجنة عصيانهم لآبائهم ومن النار قتلهم في سبيل الله" وهكذا أخرجه ابن مردويه في التفسير وأخرجه عبد بن حميد وابن جرير كلاهما من وجه آخر عن أبي معشر.
قال مؤلفه: لا بد من إلقاء بعض الضوء على أصحاب الأعراف الوارد ذكرهم في القرآن الكريم والذي ورد ذكرهم في هذا الحديث. وهو أن هذا الحديث كما قال الحافظ مضطرب والاضطراب فيه عن أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف، فعلى هذا لا يعتبر الحديث نصا في الموضوع ولا تقوم به حجة. وقد ذكر المفسرون حول آية الأعراف أقوالًا كثيرة واختلفوا فيها ولم يثبت فيها نص صحيح صريح يعوِّل عليه سوى ما ورد عن حذيفة وعبد الله بن عباس وحسبك بهما. إنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء