للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه مخدع يخبئ لك في رجالا ولكن كل هذه الوصايا والتحريات لم تفد أمرا كان مفعولا.

٩ - وقبيل مقتل الحسين (١) التحم أهل العراق وأهل الشام التابعون ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان ممن يقاتل غضبا لمصرع الحسين بن علي - رضي الله عنه - (عبد الله ابن دارم الحنظلي) التميمي وقد وقف في الميدان وهو يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)} [آل عمران: ١٦٩]، ثم حمل حملة قاتل فيها قتالا شديدا، قطعت يده اليسرى فرجع حتى وقف قريبا من أصحابه ويده تشجب (٢) دماء وهو يقول: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢)} [آل عمران: ١٧٢]. ثم حمل عليهم وهو يقول:

نفسي فدتكم اذكروا الميثاقا … وجالدوهم واحذروا النفاقا

لا كوفة نبغي ولا عراقا … بل نريد الموت والعتاقا

لم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله، وأول من تقدم إلى إبراز القتلة الحر بن يزيد الرياحي التميمي فأنشد في إبرازه:

إني أنا الحر ومأوي (٣) الضيف … أضرب في أعناقكم بالسيف

عن خير من حل بوادي الخيف … أضربكم ولا أري من حيف

١٠ - وروي أن الحر لما لحق بالحسين بن علي رضي الله عنهما بعد هروبه من أصحاب يزيد قال رجل من بني تميم يقال له (يزيد بن أبي سفيان) أما والله لو لقيت الحر حين خرج لأتبعته السنان، فبينما هو يقاتل وإن فرسه المضروب على أذنيه وحاجبيه وإن الدماء لتسيل منه إذ قال رجل يا يزيد هذا الحر الذي كنت تتمناه فهلك به: قال (٤) نعم وخرج إليه فما لبث الحر أن قتله وقتل فارسا وراجلا. ولم يزل يقاتل حتى عرقب فرسه وبقى راجلا فجعل يقاتل وهو يقول:


(١) انظر: كتاب مقتل الحسين للخوارزمي المتوفى عام ٥٦٨ هـ، ص ١٩٩.
(٢) تشجب أي تنزف من الدماء بعد قطعها.
(٣) مأوي الضيف أي مقرءا للضيف.
(٤) انظر: مقتل الحسن للخوارزمي المتوفى سنة ٥٦٨ هـ، ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>