للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن تعقروا بي فأنا ابن الحر … أشجع من ذي لبدة هزبر

ولست بالخوار عند الكر … لكنني الثابت عند الفر

ثم لم يزل يقاتل حتى قتل فاحتمله أصحاب الحسين - رضي الله عنه - حتى وضعوه بين يديه وكان به رمق فجعل الحسين يمسح التراب عن وجهه وهو يقول له: أنت الحر كما سمتك أمك، أنت الحر في الدنيا وأنت الحر في الآخرة إن شاء الله، ثم رثاه بعض أصحاب الحسين ومن رثاه علي بن الحسين - صلى الله عليه وسلم - فقال:

لنعم الحر حر بني رياح … صبور عند مشتبك الرماح

ونعم الحر إذ نادى حسين … فجاد بنفسه عند الصباح

١١ - ومن الوفاء المأثور عن بني تميم أن الحسين بن علي رضي الله عنه لما اغتر باستدعاء أهل العراق وقضى الله أمرا كان مفعولا ولا راد لقضائه أن يستشهد هو ومن معه من الرجال نحو سبعين رجلا أوأكثر كان من قاتل معه رجل تميمي (١) قريشي ذات الوقت، وهو أخوه أبو بكر بن علي لأنه أخو الحسين لأبيه وأمه من بني دارم من حنظلة من بني تميم واسمها (ليلي بنت مسعود الدارمية) يكون على هذا من قريش، وأخواله من بني تميم والأصل من مضر ثم من عدنان ومن الطبيعي أن يصحب أخاه الحسين في هذه المجازفة التي نبأ بها صاحب الرسالة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام في أكثر من موضع وأنذر بها سفاكو الأمويين، وهذه المعركة هي كرب وبلاء انتهت في كربلاء، وعندما هم لاقتحام غمرات الموت دفاعا عن أخيه الحسين وعن البيت الشريف هو يقول:

شيخي علي ذوي الفخار الأطول … من هاشم الصدق الكريم المفضل (٢)

ثم هجم كالأسد على الذئاب وما زال يقتحم الصفوف ويقتل من صناديد العدو حتى صرع شهيدا رحمه الله تعالى فبكاه أخوه. الحسين لكن البكاء لا يعيد أمرا قضاه الله. ولكن المؤمنين في هذه الساعات الحرجة مشغولون بما هو أشد من


(١) تميمي - قرشي أي أن أصله من قريش من حيث الأب أما أخواله فهم من بني عبد الله بن دارم ابن تميم.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٦٣ - ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>