عن الإسلام فأسلمت، وعلمني الوضوء والصلاة وصلى فصليت معه، وحمى النقيع واستعملني عليه. ذكره الحافظ.
٥٢ - عصام المزني، قال البخاري: له صحبة وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. روى له الترمذي حديثًا قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا قال: إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقتلوا أحدًا، هكذا أورده مختصرًا. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق أحمد بن حنبل وحامد بن يحيى البلخي ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة. عن عبد الملك بن نوفل عن ابن عصام المزني عن أبيه وكان له صحبة فذكره إلى قوله فلا تقتلوا أحدًا، وزاد: فبعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قلنا نقتلك: قال: فهل أنتم منتظرون حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا نعم ونحن مدركوهم، قال: فخرج فإذا امرأة في هودجها فذكر قصة حبيش المتقدم ذكرها في ترجمة عبد الله أبو عصام هذا.
قال مؤلفه: هذه القصة كما أشرت وردت في ترجمة عبد الله أبو عصام المزني وذكرناها هناك وبينَّا ما رأينا أقرب إلى الصواب إن شاء الله. وهنا ذكرها الحافظ مرة أخرى ونحتاج إلى التدقيق في ذلك أيهما الصحابي وأيهما صاحب القصة ولماذا أوردها الحافظ في كلا الترجمتين.
والذي يظهر لي أن القصة واحدة وهي للصحابي منهما مؤكدًا والآخر رواها عنه وهذا لا شك فيه.
(تنبيه)
أورد هذه القصة مرتين. وهي مغايرة لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من العلم والفقه في الدين والرأفة والرحمة بجميع البشر. أما أن يأتوا إلى رجل مع ظعائنه وحده ويكتفوا بعرض الإسلام عليه فإذا لم يفهم ويدخل في الإسلام من أول وهلة قتلوه فهذا رأي أرى أنه مجانب لما كانوا عليه رضي الله عنهم وأرضاهم. كيف والنبي - صلى الله عليه وسلم - يربط الأسرى في المسجد ويتركهم حتى يدخلوا في الإسلام طائعين. وما فعل بثمامة أكبر دليل على ذلك. وإن الإنسان ليخجل أشد