والقصيدة أطول مما ذكرنا فهي تقع في خمسة وخمسين بيتًا في أكثر رواياتها ومن أراد الاطلاع عليها فهي أشهر من نار على علم وتعرض لها علماء كثيرون بالتشطير والتخميس والشرح فبلغت شروحها أكثر من ثلاثين كتابًا وتخميساتها سبعة عشر كتابًا وتشطيرها ثلاثة كتب ولقد عنى السلف بهذه القصيدة أشد عناية، وأكثر ما كتب عنها موجود في مكتبات إستانبول وبالمكتبات الأوربية، ذكر ذلك الدكتور محمود حسن زيني في تحقيقه لشرح ابن الأنباري على قصيدة البردة قال ابن إسحاق: قال عاصم بن عمر بن قتادة: فلما قال كعب "إذا عرّد السود التنابيل" وإنما عنى معشر الأنصار لما كان صاحبنا صنع به، وخصّ المهاجرين بمدحته غضب عليه الأنصار. وفي بعض من الألفاظ أنه لما بلغ في إنشاده هذه القصيدة، إلى قوله:"لا يقع الطعن إلا في نحورهم" نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من كان بحضرته من قريش كأنه يُومئُ إليهم أن اسمعوا فلما قال:"إذا عرَّد السود التنابيل" فعرَّض بالأنصار أنكرت قريش عليه. وقالوا: لم تمدحنا إذ هجوتهم، ولم يقبلوا ذلك منه فمدح الأنصار بقوله: