بالمثل. فقال بعضهم: هذا فرح الشر. ولما ظن الفُرس أن إقامة خالد بدومة الجندل ستطول خرج بعض قوادهم من بغداد يريدون (الأنبار) فكتب (الزبرقان بن بدر) وهو على الأنبار إلى (القعقاع بن عمرو) وهو يومئذ خليفة خالد على الحيرة، فبعث القعقاع إلى (أعيد بن فدكي التميمي) وآخر إلى أن يعسكرا في الحصيد والخنافس، ثم خرج خالد وعلى مقدمته (الأقرع بن حابس التميمي) فالتقى المسلمون بالمجوس، وفي (الحصيد) التقى القعقاع والمسلمون بالفُرس وقائدهم فانجلى الالتحام عن مصرع قائد الفُرس (زرمهر) و (روزيه) وكان للقعقاع مواقف خالدة في مضبح بني البرشاء والثني والزميل.
٣ - وفي فتح (دومة الجندل) كانت الهزيمة على من فيها من العرب المنتصرة، ولم ينج منهم من القتل إلا (بنو كلب) بفضل بني تميم فإنهم كانوا حلفاءهم، فأجارهم البطل الصنديد (عاصم بن عمرو التميمي)، كما شارك هو وأخوه (القعقاع) وغيرهما في اقتطاعهم من بلاد العجم حوض نهر الفرات من شمالي الأبلة إلى الفراض، وهي تخوم الشمام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات، وفي هذه التخوم عند الفراض اجتمع ضد جيوش المسلمين بقيادة خالد خصومهم من الفُرس والروم، ومعهم العرب المنتصرة من ربيعة وغسان، فعصف بهم جميعا.
ثم أذن (عاصم بن عمرو التميمي) أن يسير بالجند، فأصلى الأعداء نارا حامية طيلة المدة التي اختفى فيها خالد مع بعض أصحابه للحج دون أن يعلم أحد.
٤ - وفي فتح اليرموك: خرجت الروم في تعبئة لم في مثلها من قبل، فأمر خالد - بعد تنظيم الصفوف - لجنبي القلب أن ينشبا القتال، وكان عليهما (القعقاع بن عمرو) و (عكرمة بن أبي جهل) فكان القعقاع يرتجز ويقول:
يا ليتني ألقاك في الطراد … قبل اعتزام الجحفل الوراد