للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قول الشاعر الفرزدق أيضًا في زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما لما حج هشام بن عبد الملك بن مروان ورأى الناس حول الكعبة المشرفة ملتفين حول علي بن الحسين يسلمون عليه ويقبلونه ويطلبون منه أن يدعي الله لهم وللمسلمين فنظر إليه هشام وعرفه لأنه كان مشهورا، فقال هشام لمن حوله: من هذا؟ كأنه لا يعرفه ولكن يتجاهل ذلك ويحتقره فبلغ الفرزدق ذلك الاستفهام المتجاهل فقال هذه القصيدة التي كانت سببا لاعتقاله وسجنه من قبل الخليفة هشام نورد منها هذه الأبيات للإشارة إلى مكانة الشاعر العربي الفرزدق إذ قال (١):

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته … والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم … هذا التقي النقي الطاهر العلم

وليس قولك مَن هذا بظائره … العرب تعرف من أنكرت والعجم

إذا رأته قريش قال قائلها … إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ما قال لا قط إلا في تشهده … لولا التشهد كانت لاؤه نعم

يغض حياء ويغض من مهابته … فلا يكلم إلا حين يبتسم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرته … كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

من معشر حبهم دين وبغضهم … كفر وقربهم منجى ومعتصم

ومنها:

ترى كل مظلوم إلينا فراره … ويهب منا جهده كل ظالم

إلى آخر القصيدة.

أضمر الحجاج شرا لأحد بني تميم وهو سوار بن الضرب من أصحاب قطري بن الفجاءة التميمي فذكرته نفسه القائل:

ولا يقيم على ضيْمٍ يرادُ به … إلا الأذلَّان؛ عير الحي والوتدُ


(١) ديوان الفرزدق - والنقائض ج ٢ ص ١٧٨، ١٧٩، ١٨٠، ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>