للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى أنه من قصر النظر أن يعاند الحجاج وفي قبضته سلطة بني أمية فآثر الرحيل وقال:

أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي … و (قومي تميم) والفلاة ورائيا

أو كقوله يفخر بنفسه:

أنا قمر السماء على الثريا … ونحن الأكثرون حصى ونابا

وقال الفرزدق يناقض جريرا في افتخاره:

وإن ثياب الملك في آل دارم … همو ورثوها لا كليب النواهق

ثياب (أبي قابوس) أرثها ابنه … وأورثناها عن ملوك المشارق

وإنَّ ثيابي من ثياب محرق … ولم أستعرها من معاع وناعق

ومن قوله أيضًا في ذكر أحباب له وجيران أوفياء وقد رحلوا عنه ولم يبق في منازلهم إلا ذكراهم الطيبة وتاريخهم المجيد حيث قال:

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا … بالدار دارا ولا الجيران جيرانا

ياحبذا جبل الريان من جبل … وحبذا ساكن الريان من كانا

وحبذا نفحات من يمانية … تأتيك من قبل الريان أحيانا

لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت … أسباب دنياك من أسباب دنيانا

إن العيون التي في طرفها حور … قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك له … وهن أضعف خلق الله إنسانا

وحضر الفرزدق يوما عند الخليفة سليمان بن عبد الملك فأنشد (١):

وركب كأن الريح تطلب عندهم … لها ترة من جذبها بالعصائب

إذًا آنسوا نارا يقولون أنها .... - وقد حضرت أيديهم - نار غالب

فاعرض سليمان كالمغضب لأنه أراد أن يكون الشعر مدحا له لا لغالب.


(١) أعلام تميم ص ٥٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>