للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجم بني تميم، وعما إذا كانت قامتهم أطول من قاعة سواهم من العرب، وعما إذا كانت لحاهم أكثف، وأطول، ويبدو لي أن هذه الملاحظة تعود لمعنى كلمة "تميم" وكانت تطلق في الأصل القديم على رجل قوي البنية، وهذه الملاحظة تصدق في القبيلة المذكورة (١).

وقال فالين: إن بني تميم هم "أرستقراطيو شمر"، وأن ابن رشيد مدين لهم بجميع انتصاراته، وقال إنهم يحجون في جماعات غفيرة إلى مكة، وإن حجهم في سبيل الدين، لا في سبيل الكسب كما في غاية شمر في الغالب، ووصفهم بأنهم أشجع الفئات التي كان يتكون منها جيش ابن رشيد، وأنهم أمهرهم في استخدام السلاح، وأنهم يؤلفون القوة الأساسية في الجيش، وقال أيضًا: إنهم يميلون إلى التباهي والزهو ومن معاني الزهو، الكبر، والخيلاء وقال: إن في قفار أكبر مخازن الذرة والتمر، وإنه لا يسكنها سوى بني تميم وحدهم (٢).

ولبني تميم وقائع جاهلية شهيرة في أرض حائل أبرزها، الهييماء "قفار"، وبُزاخة، وزرود ووبال، وأبضة وخو وأخثال والأجول (٣).

ويُعد بنو تميم من أرحاء العرب الذين أحرزوا مياها وأراضي شاسعة وداروا عليها دوران الأرحية حول أقطابها في الوبر، والمدر (٤) وانتشرت فروعهم في أرض


(١) انظر فالين: صور من شمالي جزيرة العرب، ص ١٢٦ وقال فالين: هناك قسم كبير من هؤلاء البدو ذوي الماضي العريق يعيشون فيما بين النهرين، غير أن أكثر القبيلة - على ما يقال هنا - تنزل مع أنسباها من بني هلال، شمال أفريقية، وفي تونس خاصة.
(٢) انظر فالين: صور من شمالي جزيرة العرب، ص ٩٠، ١٢٦، يقصد أن في قفار أكبر مخازن التمر والذرة في بلاد الجبلين، وحسب إحصائيات فالين فإن قفارا هي أكبر البلدان في تلك المنطقة تليها: المستجدة، ثم حائل.
(٣) لا تزال بزاخة تعرف باسمها القديم. إلى يومنا هذا، وهي في سفح جبل أجا الشرقي بين حائل والغزالة، وكذلك زرود وهي شمال شرق حائل، كما أن أبضة باسمها القديم إلى الآن، وهي في سفح جبل سلمي الشرقي، وخو هي: الخوة الآن شرق سميراء، ووبال هي: الوبالية: شرق الأجفر، في شرق منطقة حائل واخثال يطلق عليها الآن خثال، شمال الزبيرة في شمال شرق منطقة حائل.
(٤) انظر ابن سعيد: نشوة الطرب، ص ٨١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>