للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قتل بالري (بقرب طهران الآن) شهيدا، والعجيف عشيرة الفارس المغوار الحنتف ابن السجف، المرثي بقول الشاعر:

لتبك تميم شيبها وشبابها … على "حنتف" والخيل تُدمي نحورها

وتبك رجال من قريش أصابها … ب "يثرب" حزن قد أحرت صدورها

وكان الحنتف قد سُمّ بوادي القرى بعد أن أنقذ مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقعة "الربذة"، وفر من أمامه الحجاج بن يوسف، وأبوه (١).

وللأقرع وقائع جاهلية منها يوم نجران (٢)، ويوم زُبالة (٣) وله عقب بخُراسان (٤) وثبت الأقرع مع القعقاع بن معبد "تيار الفرات" على الإسلام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥) وكان قيس بن عاصم قد حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن تميما علمت بقرب ظهوره - صلى الله عليه وسلم - من سفيان بن مجاشع التميمي، وكان سفيان هذا يزور الشام، وهو من حكام عكاظ، ومن زعماء تميم البارزين، ومن ولده مسكين الدارمي من أشراف أهل العراق وهريم المجاشعي فارس خراسان، وابنه الترجمان بن هريم والي الأهواز أحد الأوفياء الفرسان الأسخياء. وسمي النبي - صلى الله عليه وسلم - قيس بن عاصم (سيد


(١) السَّجف التميمي من أشراف حنظلة، قتل في وقعة الجمل مع عائشة وابنه الحنتف طامة كبرى، وشجاع جبار أدرك جيش بن دلجة القيني ب "الربذة" بجيش عراقى؛ أيام ابن الزبير، وقتله وهزم جيشه، وفيه الحجاج وأبوه وقد فرا هاربين، وسار الحنتف ليهدم عرش في أمية في الشام لولا أن مات مسموما بوادي القرى، انظر البلاذري: أنساب الأشراف، ج ١١، ص ١٤٣ حسين حسن: أعلام تميم، ص ١٩٥.
(٢) نجران هو: الموقع الشهير في جنوب الجزيرة العربية، المدينة السعودية الآن، وقد أصاب فيه الأقرع المتكلعين من حِمْيَر، انظر أبا عبيدة: أيام العرب قبل الإسلام، ص ٤٥٨.
(٣) زُبالة: لا تزال تحرف باسمها القديم إلى يومنا هذا في شمال الجزيرة العربية، في منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية انظر حمد الجاسر: معجم شمال المملكة مادة زبالة.
(٤) انظر عن أخبار الأقرع مع الأحنف وصحبهما من تميم في حروب خراسان: البلاذري في كتابيه فتوح البلدان وأنساب الأشراف.
(٥) قال في ذلك مالك بن تويرة التميمي:
تمشي يابن عوذة في تميم … وصاحبك الأقيرع تلحياني
أراني الله بالنعم المنذَّى … برقة "رحرحان" ما أراني
وحتى مالك بن نويرة لم يكن مرتدا، بل قُتل على الإسلام وقد تأوَّل خالد بن الوليد في قتله فأخطأ كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن عودة هو: القعقاع بن معبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>