للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الوبر) حين قدم إليه مع وفد تميم في المدينة، وفي الجاهلية كان زيد الخيل الطائي قد سماه (الواحد الوهاب، قيس بن عاصم) في قصيدة مدحه بها (١).

وقاد عمرو بن عبدس (٢) - فارس تميم - تميما في حربها لطيئ وفر من أمامه عمرو بن ملقط الطائى، في وقعة "الهييماء" (٣) في الجبلين بعد يوم (أوارة) وهى: وقعة طيئ، قتل فيها منهم بشر كثير، ولها أصداء في شعر علقمة الفحل، وأوقع عمرو بن عبدس، قوم عنترة، في وقعة "ثنية أقرن" وقتل بعدها، ثم إن ابنه قتل خالا له من عبس بأبيه التميمي، وافتخر مسكين الدارمي بذلك في شعره، كما افتخرت تميم كثيرا بقتلها لبني عبس في يوم "الصرائم" بالدهناء.

وعمرو بن عبدس هو زوج دختنوس بنت لقيط بن زرارة، فارس صدام، وهو صاحب المثل المعروف "الصيف ضيعت اللبن" قاله بعد أن طلق دختنوس، وتزوجت دارميا آخر من تميم، ولدختنوس أشعار في "جبلة" حيث مات والدها، وقد أقحم فرسه "الجرف" فوقصه، ومن ولد عمرو بن عبدس؛ وكيع بن هلال الذي كان علي بني تميم الموالين لعائشة وطلحة والزبير في الجمل، وقد قتل في تلك الوقعة (٤).


(١) قال زيد الخيل الطائي يمدح قيس بن عاصم التممي:
إلى الواحد الوّهاب قيس بن عاصم … وله قادحا زندي سنان بن خالد
(٢) هو: عمرو بن عمرو بن عبدس بن زرارة، من دارم من حنظلة من تميم، اسمه طارق وإنما سمي باسم أبيه.
(٣) الهييماء مورد قديم في بلاد الجبلين رجحت أن تكون هي قفار الآن في بحث لي عن هذه البلدة الأثرية.
(٤) ومن أسخف ما جاءت به الشعوبية هو أن "دختنوس" كانت زوجة لأبيها لقيط، وأسخف من ذلك ما ذهب إليه ابن قتيبة وهو شعوبي عريق - وإن كان يظهر غير ذلك، من أن من آل زرارة من دارم من تميم من كان على المجوسية .. وللمد التميمي الكبير في فارس، وخراسان أثر بلا شك في وجود عدد من الحانقين من غلاة الشعوبية على تميم الذين وجدوا في الكذب على هذه القبيلة تنفيسا لما في صدورهم من غل، ومن جيد ما قيل في تميم قول لبيد بن ربيعة أحد شعراء المعلقات:
يرعون منعرج اللديد كأنهم … في العز أسرة حاجب وشهاب
متظاهر حلق الحديد عليهم … كبني زرارة، أو بني عتاب
قوم لهم عرفت ربيعة كلها … غضب الملوك، وبسطة الأرباب

<<  <  ج: ص:  >  >>