للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفارس القادسية، دون منازع هو: زهرة بن الحوية التميمي، قاتل الجالينوس ولربيعة بن مقروم فخريات تميمية طويلة أشهرها بائيته المتقدم ذكرها وميميته التي يذكر بها "بُزاخة" بأرض الجبلين، وأياما تميمية أخرى، كذات السليم وجراد والكلاب الأول والنسار (المشاطرة)، وطخفة، قال ابن مقروم فىٍ ميميته وهي في المفضليات يذكر الكرم والشجاعة والمعارك والخيل الجياد:

طوال الرِّماح، غداة الصباح … ذوو نجدة يمنعون الحريما

فديّ ب "بزاخة" أهلي لهم … إذا ملأوا بالجموع الحزيما

ولولا فوارسنا ما دعت … ب "ذات السُّليم" تميم تميما

وفي "بُزاخة" قتلت تميم الغساسنة؛ ملوك الشام، وذكر الفرزدق بُزاخة، وأطنب في ذكر ذلك اليوم، وفرسانه كما هزمت تميم الغساسنة في يوم "إضم" ويوم "الترويح" وقتلت الهرماس الغساني وأخاه قيسا في يوم "كنهل" قتلهما صياد الفوارس (١).

ونُسب رجال من تميم إلى الفروسية، والخيل وإلى الرماح والسيوف وإلى المعارك وذلك، كصياد الفوارس وسم الفرسان، ومسور الخيل، ومكسر الرماح، وعمرو القنا، وزيد الفوارس، وذو المقانب، وأبو الفوارس، وعبس الطعان، وثعلبة الفوارس، وزيد المعارك، ومن وصايا أكثم بن صيفي حكيم العرب قوله لطيئ: عليكم بالخيل فإنها حصون العرب واشتهر في تميم فحول من الخيل العربية القديمة كذي العُقّال، قال جرير:

إنَّ الجياد يبتنا حول قبابنا … من آل أعوج أو لذي العقال

ومن نتاج ذي العقال، داحس والغبراء من خيل تميم لبني رياح بن يربوع من حنظلة ثم صارا لعبس، ومن الشعر العربي الجاهلي ورد قول أحدهم:

وجدنا في كتاب بني تميم … أحق الخيل بالركض المعار

وقال آخر:

ركبنا الخيل خيل بني تميم … وجئنا إلى اسطبل عنتر


(١) انظر أبو عبيدة: أيام العرب قبل الإسلام، ص ٥٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>